علي جمعة يكشف عن الطريقة الشرعية المثلى لاستقبال شهر رمضان

تعرف على مقدار كفارة حنث اليمين

ايجى 2030 /

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إننا لابد أن نتهيأ لشهر رمضان المبارك حتى لا ندعه يمر علينا كما ودعنا كل عام قبل أن نشبع منه، وقبل أن ننتهز فرصته، وقبل أن ننتقل إلى دائرة طاعة الله سبحانه وتعالى، ولقد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، أرشدنا كيف نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.

 

واستدل «جمعة» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، السابق بحديث أبى محمد الحسن بن على بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما قال: “حفظت من رسول الله -ﷺ- الصدق طمأنينة، والكذب ريبة، والخير طمأنينة، والشر ريبة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك”. عَودُوا أنفسكم على الصدق حتى إذا ما دخل رمضان وجدكم من الصادقين، “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”.

 

وتابع: فإن الإنسان الذي يجعل نفسه مع الصادقين يتعلم الصدق، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، والبيئة المحيطة تؤثر في الإنسان ، في معرفته للمعروف وفي إنكاره للمنكر ، فالصادقون تجد فيهم الصادق ، والكاذبون تجد فيهم الكاذب، والنبي ﷺ فسر لنا تأثير ما حولنا فينا فحكى عن رجل قد قتل تسعة وتسعين نفسًا، وجاء إلى أحدهم ممن يظن أنه يعرف النصيحة من العباد المتنسكين، وسأله: هل لي من توبة؟ قال: لا توبة لك، فقتله فأكمل به المائة، وأتى إلى عالم فسأله، فقال: من الذي يحجبك عن الله؟ تُب إلى الله يقبل الله توبتك.

 

وواصل يجب أن نتوب عن كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، فنتوب قبل رمضان حتى إذا ما أتى جاء معه خير، وجاءت معه همة العبادة ، وهمة التقوى ، وهمة أن نغسل أنفسنا من أدرانها حتى إذا مددنا أيدينا إلى السماء يا رب استجاب الله لنا، حتى يوحد قلوبنا، حتى يبارك في أعمالنا في قليلها وجليلها، حتى ينظر إلينا نظر الرحمة، حتى ينقلنا من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، حتى يعيننا على أنفسنا، وحتى يَصُد الناس عنا، حتى يوفقنا إلى العمل الصالح.

 

واستطرد: قال له: لكني أراك بأرض قوم سوء، -لماذا لم يضربوا على يديه حتى قتل هذا العدد الكبير ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر- قال: ولكني أراك بأرض قوم سوء اذهب إلى بلد كذا فإن فيها أقوامًا يعبدون الله …. إلى آخر الحديث، فأرشدهم إلى أن البيئة المحيطة تؤثر في الإنسان.

 

وأوضح جمعة أنه يجب علينا أن نلتفت إلى هذا، فنخرج من الكذب – حتى لو كان من حولنا يكذبون – وأن نلتفت إلى أنفسنا – حتى لو لم يلتفت إلى ذلك من نَشَأْنا في أوساطهم وأصبح الكذب ديدنهم، لماذا؟ لأنه : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. ولماذا؟ لأن النبي ﷺ يقول: ” لا يكون أحدكم إمعة، يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم على أنهم إن أحسنوا فأحسن نسيته إلى الواقع الموجود.

 

ونبه على أن الصدق طمأنينة والنبي ﷺ ما ترك لنا خُلُقًَا يجعلنا مطمئنين راضين؛ إلا وقد أرشدنا إليه، وما ترك لنا خلقًا يحدث قلقًا واضطرابًا في الأرض؛ إلا وقد أبعدنا عنه، فكانت شريعة الإسلام – والحمد لله – كاملةً تامةً إلى يوم الدين ، فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي أغنانا الله بها عن سائر الملل، {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فالفلاح في الدنيا وفي الآخرة مناطه الخير ، فأمرناه بكل خير ونهانا عن كل شر.