علي جمعة يكشف عن أول شخص يأخذ الشهيد بيده إلى الجنة في الآخرة

علي جمعة يكشف عن أول شخص يأخذ الشهيد بيده إلى الجنة في الآخرة

ايجى 2030 /

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن الاحتفال بيوم الشهيد في التاسع من مارس من كل عام، هي ذكرى لهذا المعنى الجليل، ولدم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله، من أجل الوطن، ومن أجل الناس، ومن أجل المستقبل، فرفعوا بذلك رأس مصر عاليا، يحتفل الناس بهذا اليوم بيوم الشهيد، ونحن اليوم نحتفل به كما أراد الله سبحانه وتعالى وهو يقول: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ».

 

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن أول رسالةٍ نرسلها نرسل تحيةٍ عاطرة معطرة إلى الجندي الحقيقي الذي كان وراء الشهيد، والذي لا يذكره كثيرٌ من الناس، نرسل رسالة تحيةٍ عاطرةٍ معطرة إلى أم الشهيد في كل زمانٍ ومكان، ونقول لها: افرحي فقد سبقكِ ابنكِ إلى الجنة، نعم الشهيد كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «يُشفّع في سبعين من أهل بيته»، وأول من يأخذ بيدهما يوم القيامة، يأخذ بيد أبيه وأمه، فافرحي بالرغم أننا حزانى على فقده إلا أنه ليس مفقودا، إنما هو موجود، افرحي بأنه حيٌ عند ربه، وبأنه يأخذ بيدكِ، وبيد سبعين ممن ترشدينه إليهم إلى الجنة، وما أدراكم ما الجنة، هي الفوز العظيم.

 

وأضاف أن الشهيد في اللغة على وزن فعيل فهو شاهدٌ ومشهود، والشهيد منه شهيد حضارة، ومنه شهيدٌ في سبيل الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وسّع لنا معنى الشهادة فقال: «من تعدون فيكم الشهيد؟» قالوا: من قُتل مجاهدًا في سبيل الله يا رسول الله؟ قال: “إذن شهداء أمتي لقليل، الشهيد من قُتل مجاهدًا في سبيل الله، ومن مات في سبيل الله» انظر كيف فرّق بين من قُتل مجاهدا، ومن مات في سبيل الله، «والمطعون» أي الذي أصيب بوباءٍ فمات في كارثة وباء «شهيد، وصاحب البطن شهيد، والمرأة تموت بجمعٍ» يعني في ولادةٍ أو في ما تعانيه بعد الولادة “شهيدة”.

 

وتابع: إذن وسّع رسول الله لنا -صلى الله عليه وسلم- معنى الشهادة، كما وسعّها ربنا سبحانه وتعالى فقال: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»، لذا يجب على المسلم في كل مكانٍ في الوطن ألا يهدر دم الشهداء الذين سبقونا أحياءً عند الله، وإن كانوا قد انتقلوا من الدنيا الفانية إلى رحابٍ واسعةٍ عند رب العالمين، لا يهدر دمهم هدرا، وليكن شهيدًا على الخلق أجمعين، وليجعل رسوله شهيدًا عليه، وهذه هي الشهادة الحضارية، شهادة التعمير لا التدمير، شهادة البناء لا الهدم، شهادة النظر إلى قابل الأيام لا إلى ماضيها، شهادة التجاوز والعبور، شهادة نستطيع بها أن نستعيد المصري في داخلنا، شهادة تجعلنا نموذجًا معلمًا للعالم كما كنا أبدا.