أخيرا عودة مصر إلى إفريقيا

أخيرا عودة مصر إلى إفريقيا

فاروق جويدة

نقلا عن صحيفة الاهرام

تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى وسط مظاهرة سياسية فى أديس أبابا تسلم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الاتحاد .. وفى السنوات الماضية ومنذ تولى الرئيس السيسى السلطة عادت مصر إلى إفريقيا مرة أخرى بعد سنوات إهمال طالت .. ولا شك أن إهمال العمق الإفريقى فى علاقات مصر الخارجية كان يمثل خسارة كبيرة لجميع الأطراف وإن كانت مصر هى الخاسر الأكبر .. كانت بيننا وبين دول إفريقيا علاقات خاصة بعد سنوات التحرير وحصول هذه الدول على استقلالها وخروج الاستعمار الأوروبى بكل ما حمله من مظاهر التخلف والاستغلال لشعوب هذه الدول ..

إننا الآن على أبواب مرحلة جديدة يجب أن تستعد لها مؤسسات الدولة المصرية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا خاصة أن معظم هذه الدول تسعى إلى دخول مرحلة جديدة مع العالم وهناك أنظار كثيرة تتجه إلى إفريقيا فمازالت القارة العجوز تضم فى أراضيها وبين شعوبها ثروات كثيرة كما أن مياه النيل الذى يمثل شريان الحياة فى مصر يمتد إلى أعماق إفريقيا وينبغى أن تكون لدول حوض النيل أهمية خاصة فى علاقات مصر الخارجية ..

لقد اتجهنا سنوات طويلة إلى الشمال ولم يكن ذلك استثمارا حقيقيا كما تمنينا وجاء الوقت لكى نبحث عن مصالحنا فى الجنوب لأنه المستقبل .. إن عمق مصر التاريخى والجغرافى يمتد فى إفريقيا قبل أى مكان أخر ..

إن علينا الآن أن نسترجع تاريخنا والعلاقات القوية والعميقة التى جمعتنا يوما مع دول إفريقيا ولنا تاريخ طويل فى ذلك .. كانت هناك كوكبة من الكتاب والمفكرين والسياسيين الذين درسوا إفريقيا بعمق وأقاموا تاريخا من العلاقات مع شعوبها وعلينا الآن أن نبحث عمن بقى منهم خاصة أن لدينا عشرات الأبحاث والدراسات التى تغطى جوانب كثيرة من هذه العلاقات التاريخية إن عودة مصر إلى إفريقيا وعودة إفريقيا إلى مصر انجاز تاريخى خاصة أن مصر هى بوابة إفريقيا مع العالم ولن يكون غريبا أن تشهد المرحلة القادمة فتح هذه الأبواب من اجل تعاون مثمر ومصالح مشتركة بين الشعوب..