فاروق جويدة: مواسم الحب لا تنتهى

فاروق جويدة: مواسم الحب لا تنتهى

مواسم الحب لا تنتهى ولم يكن الحب يوما سببا فى الغياب لكن المشاعر هى التى غابت وفقد الناس القدرة على الحب والتواصل.. ليس للحب مواسم انه يأتى فى كل زمان ويزور الإنسان فى أى عمر ولا يوجد عمر تتوقف عنده الأشياء لأن الحب كائن يولد فينا ولا ينبغى أن ننتظر وصوله أو ظهوره مثل كل الأشياء..

 

إن الحب بذرة تنمو فيك أولا ثم تضىء حولك ويراها الآخرون.. لا تنتظر حبا يدق بابك ولكن انتظر تلك الوردة الجميلة التى كبرت وأطلقت عبيرها حولك وجاءك العشاق من كل فج عميق..

 

هناك قلوب أغلقت أبوابها واسترخت لأشباح الكراهية فلم تعرف طريقها للحب..إن الكراهية حين تفرض سيطرتها على الإنسان لا تترك فى صحراء عمره مساحة خضراء وهنا يصبح الحب زائرا غريبا فيختار أوطانا أخري..

 

وإذا كان عبير الأزهار ينتقل من مكان لآخر ومن أرض إلى أرض وإذا كان النحل يسافر بلادا ليجد رحيقا يعيش عليه فإن الحب يختار أرضه وبلاده وموطنه..هناك بلاد سجنت الحب من زمن بعيد وأصبح فيها مطاردا غريبا وانتشرت فيها أمراض الحقد والكراهية وهذه حالات مستعصية لأن الكراهية تأصلت وأصبح الحقد سيدا على الجميع..

 

 

إن الحب أسلوب حياة يبدأ بالإنسان وينتقل إلى الجماعات ويصل إلى الشعوب والأوطان وحين تشاهد مجتمعا سادت فيه الرحمة وكبرت فيه أشجار الإيمان ابحث عن الحب فيه سوف تجد أنواعا من البشر لم تستنزف حياتها فى الحقد والبغضاء ولكن ستجد قلوبا اعتادت الخير والجمال.. إن الحب لا يسكن أرضا خاصمها الجمال وفارقتها الرحمة وغاب عن ربوعها طيف العدالة..

 

الحب يختار من البشر عشاق الجمال وفرسان العدالة ودعاة الرحمة وإذا لم يجد هذه الأشياء اختار عددا قليلا من البشر يحن إليهم ويبحث عنهم ويجد فيهم ما يمنحه الحياة.. ولهذا لا أخاف أبدا حين يختفى الحب من قلوب الناس لأنه يختار أرضه التى يعيش فيها ويبحث عن أناس مهما كبرت بهم سنوات العمر يجدون فيه الأمن والملاذ.. إذا حاصرتك أسراب الغربان لا تيأس هناك أسراب من العصافير مازالت تحب ومازالت تغني.. نقلا عن الاهرام