معرض “The Big 5 Construct” يؤكد أهمية الهندسة المستدامة لتنسيق المواقع في مصر

معرض "The Big 5 Construct" يؤكد أهمية الهندسة المستدامة لتنسيق المواقع في مصر

ايجى 2030 /

عن تطبيق مفهوم الاستدامة في تصميم المواقع الإنشائية، والتحديات التي تواجه مهنة التصميم المعماري في مصر، من حيث عدم انتشار مفهوم وتخصص عمارة تنسيق المواقع المعروف بالـ”لاندسكيب”؛ عقدت ورشة عمل بعنوان “الاستدامة كمفهوم لتصميم اللاندسكيب في مصر والشرق الأوسط”، وذلك على هامش اليوم الثانى لمعرض البناء الدولى The Big 5 Construct Egypt” ” والذى يقام لأول مرة فى مصر، تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة.

وخلال الورشة شرح المهندس خالد محمد عبد الجواد ، مدير التصميم بشركة شادوف، مراحل التفكير في التصميم بدءً من ولادة وصياغة الفكرة العامة للتعامل مع الموقع، وانتهاءً برسم اللوحات التنفيذية للمشروع، والذى لخصه فى (الهاردسكيب، تصميم المناسيب والارتفاعات, تنسيق النباتات والتعامل الهندسي مع مشاكل الموقع)، مشيرا إلى أن الفكرة المطلوب إيضاحها من الورشة، تتمحور حول كيفية الربط بين هذه العناصر والمراحل المتعددة من العمل والتنسيق بينها خلال جميع فترات التصميم، بهدف تحقيق التناغم بين الموقع والبيئة المحيطة سواء كانت بيئة عمرانية أو طبيعية أو اجتماعية.

وخلال الورشة؛ تم عرض 3 نماذج من المشروعات المكتملة في مصر والسعودية، والتي تمحور تصميمها حول مفهوم الاستدامة بتطبيقاته المختلفة. فبالنسبة للمشروع الأول، وهو مشروع “أب تاون كايرو” بمنطقة المقطم، قال عبدالجواد، إنه تم التعرض لفكرة المشروع الرئيسية بإعادة تدوير نواتج الحفر المستخرجة أثناء أعمال التسوية للمشروع في مراحله الأولية من التنفيذ، وكذلك شرح القرار التصميمي باستغلال هذه المواد في معظم طبقات “اللاندسكيب”، وكذلك عناصر الفرش والإضاءة وتثبيت التربة.

وتمحور المشروع الثاني حول إعادة إحياء وادي حنيفة بالرياض في السعودية، لافتاً إلى أن المشروع يعد من أهم المشاريع العالمية الموجهة لإنقاذ ممر مائي رئيسي يمر بصحراء مدينة الرياض, مضيفا أن التصميم اعتمد على عدة أولويات بدءً من تنظيف الحوض الصخري للممر المائي, وخلق مساحات مفتوحة على ضفاف الوادي، ثم استغلال الحوض النهائي للممر في عمل معالجة طبيعية للمخزون المائي الناتج عن الفيضان السنوي غير المستغل.

أما بالنسبة للمشروع الثالث، فهو حديقة الأزهر والمشروعات المرتبطة بها، من حيث تصميم الحديقة في حد ذاتها وكيفية ارتباطها مع منطقة القاهرة التاريخية، ومراحل تنفيذها وتحويلها من كونها أكبر موقع لكب النفايات في الشرق الأوسط إلى أشهر مزار أخضر في الشرق الأوسط من حيث عدد الزائرين، حيث تم عرض التحديات المتمثلة في طبيعة التربة الملوثة ووجود خزانات المياه الأسمنتية بالموقع قبل التصميم، وكيفية استغلال أسطحها في خلق مناطق قابلة للاستعمال.

وتطرقت الورشة في المشروع الأخير إلى شرح انعكاسات تطوير حديقة الأزهر على المنطقة المحيطة ونسيجها الاجتماعي، وكيف امتد تأثير تطوير الحديقة على الجانب الاقتصادي والاجتماعي للأسر المحيطة بالمنطقة التي كانت تعد أحد أفقر المناطق من حيث مستوى وأساسيات المعيشة، حيث تم توفير برامج تدريب وتمويل للسكان يمكنهم من مزاولة المهن المطلوبة في تنفيذ الحديقة، وهو ما تمثل في الاعتماد عليهم في أعمال الرخام والأرضيات وأعمدة الإنارة وأعمال الزخرفة الإسلامية.

وأكد “عبد الجواد” أن مشروع تطوير حديقة الأزهر يعد من أكبر المشاريع التي ربطت بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئة العمرانية في مصر، وأحد أهم النماذج المشهورة عالميا في هذا المجال.