جلال دويدار:ترويــض الســـــيول انجـــاز هـــام لمواجهة الأخطار

جلال دويدار:ترويــض الســـــيول انجـــاز هـــام لمواجهة الأخطار

تتصاعد الشكوي مع الزيادة السكانية في مصر من نقص مصادر المياه اللازمة لاحتياجاتها الحياتية. إنها تعتمد وبشكل اساسي علي نهر النيل وبالحصة المخصصة وقدرها ٥٥ مليار متر مكعب.. لتلبية هذه الاحتياجات التي لم تعد كافية. يضاف الي ذلك أن مصر وفي ظل التغيرات المناخية ليست من الدول المستغلة للأمطار.

كان من نتيجة ذلك اللجوء الي حظر زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات إضافية من مياه الري مثل الأرز كما أن حرماننا من هذا الخير كان من أسباب تحول مساحات هائلة من أرضنا الي صحراء جرداء. من المؤكد لو توافرت لهذه الصحراء مياه الأمطار الغزيرة لأصبحت مغطاة بالخضرة التي تجعلها صالحة للاستزراع.

في نفس الوقت وفي ظل شُح المياه الذي أصبحنا نعاني منه فإن الله أنعم علي بعض مناطق مصر بنعمة السيول التي تحدثها الأمطار الغزيرة. الخبراء يقدرون حجم مياه هذه السيول بملايين الأمتار المكعبة من المياه. انهم يضيفون بأنه يمكن بالتخطيط والاستعداد والاستغلال الصحيح لهذه السيول المعروف مواعيدها توفير المياه اللازمة لزراعة الأراضي القابلة للزراعة في مناطق تواجدها بسيناء وجبال البحر الأحمر وبعض مناطق الصعيد.

للحقيقة فقد أمضينا سنوات طويلة عاجزين عن تبني هذه الخطوة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. ان ما يدعو الي التفاؤل أننا وفي السنوات الاخيرة تحركنا نحو اقامة التجهيزات لتجنب اضرار هذه السيول والاستفادة من مياهها لتسهيل عمليات الزراعة وخلق مناطق جديدة للجذب السكاني والسياحي. جري ذلك من خلال انشاء مخرات للسيول واعداد المناطق المنخفضة لاستقبال المياه لتحويلها الي بحيرات.

وفي متابعة لهذا الخير الذي كان في الماضي يؤدي الي خسائر في الممتلكات والأرواح والمرافق. بشرتنا وحذرتنا مصلحة الأرصاد الجوية توافقا مع يقظتها وتقديرها للصالح الوطني ببدء قدوم هذه السيول مبكرة عن موعدها. قالت انها ستبدأ مع حلول أوائل شهر سبتمبر بعد أن كانت تأتي في شهر أكتوبر.

ما صدر عن الأرصاد صدقته الأحداث حيث تعرضت منطقة سانت كاترين في جنوب سيناء بفيض من هذه السيول. اسعدني في متابعة هذا الحدث إعلان وزارة الري عن نجاح تحويل هذه السيول عن طريق المخرات التي تم انشاؤها الي البحيرة التي جري افتتاحها في يوليو الماضي. كان محصلة ذلك استقرار الأحوال والممارسات الحياتية التي محورها التحرك علي الطرق دون أي مشاكل.

علي ضوء هذا الذي حدث والذي سوف يحدث فإنني أرجو ان يكون هناك تعاونا ايجابيا بين وزارة الري وبالتعاون مع وزارتي الزراعة والحكم المحلي. التحرك علي هذا المسار لابد وأن يهدف للاستفادة من تجمعات مياه السيول في تنمية الزراعة وسد بعض الاحتياجات الأخري الي جانب جذب الحركة السياحية الداخلية والخارجية. شيء طيب أن يتحول تعاملنا في الماضي مع هذه السيول علي انها كارثة.. الي اعتبارها خيرا يخدم مخططات التنمية في المناطق التي تستقبلها نقلا عن صحيفة الاخبار