حسن المستكاوي:رسالة إلى مدربنا المكسيكى..!

حسن المستكاوي:رسالة إلى مدربنا المكسيكى..!

** قبل الدخول فى الموضوع، أبدأ بمقدمة لابد منها..

هذا موسم كرة قدم مشحون، ومزدحم، فسوف تنتهى بطولتى الأندية الإفريقية فى نوفمبر لتبدأ رحلة إفريقية جديدة فى ديسمبر المقبل وتنتهى فى مايو 2019.. وذلك بعد أن قرر الاتحاد الإفريقى تغيير مواعيد بطولاته بدءا من العام المقبل لتتواكب مع البطولات الأوروبية والعالمية حيث ستبدأ بطولات الأندية الإفريقية فى أكتوبر 2019 وتنتهى فى مايو 2020 كما ستقام كأس الأمم فى الكاميرون بمشاركة 24 منتخبا فى يوليو 2019.. بدلا من يناير كما كان الحال سابقا.

 

ولا شك أن خريطة كرة القدم فى العالم تتغير وفقا للمصالح، ولاسيما مصالح الاتحاد الأوروبى والأندية الأوروبية.. وها هى القارة البيضاء تنظم بطولة تسمى دورى المنتخبات، بحثا عن مزيد من المال، وللاستفادة من إضفاء صبغة المباريات الرسمية على مباريات كانت ودية.

 

** على الرغم من ذلك، ومع جدول وأجندة مشحونة ومزدحمة للمنتخب، بجانب الدورى المضغوط الذى يذكرنى بما يسمى «القرص المدمج».. أرجو من أجييرى مدرب المنتخب البحث عن خطة احتكاك جديدة ومتنوعة وبعيدة عن تقليدية المباريات التى يتم الاتفاق عليها بالفاكسات فى زمن الإيميلات.. وبعيدا أيضا عن أجندة فيفا وللعامين القادمين أيضا.. فقد عاشت الكرة المصرية نصف قرن تهرول من أجل ترتيب مباريات إعداد لبطولة فوجئت بها.. ويتكرر الجدل والسؤال فى كل مرة: نلعب مع فرق أوروبية أم إفريقية؟ مع فرق قوية أم ضعيفة؟ علما بأن المنتخب يواجه الفرق القوية فى البطولات الكبرى، وعلما بأن المنتخب أحرز كأس إفريقيا ثلاث مرات متتالية بفريق معظمه من المحليين وليس المحترفين، بينما فشل فى التأهل لكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية بفريق معظمه من المحترفين وليس من المحليين.. (ترجمها للخواجة يا هانى لأنها صعبة)!

 

** سوف يلعب المنتخب السعودى مع البرازيل والأرجنتين استعدادا لكأس الأمم الآسيوية التى تستضيفها الإمارات فى يناير المقبل، بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة.. ومواجهة أقوى فريقين فى أمريكا الجنوبية تأتى بعد مباراة أقيمت، أمس، مع بوليفيا، وذلك يعد توجها جديدا وذكيا للاتحاد السعودى وللمدرب بيتزى، وكلاهما تسلح بشجاعة مواجهة منتخبات كبرى استعدادا لبطولة. وكلاهما ابتعد عن الأفكار التقليدية فى الاستعداد بطريقة مواجهة فرق تلعب بنفس الأساليب الآسيوية، وحتى لو كانت منتخبات غرب آسيا لاسيما الخليجية تتميز بطابع لعب أقرب للكرة اللاتينية، فإن منتخبات شرق آسيا القوية والمنافسة الحقيقية للغرب، لاسيما اليابان وكوريا ثم أستراليا لا تملك هذا الطابع اللاتينى..

 

** كذلك يمكن أن تسفر مواجهة البرازيل أو الأرجنتين عن نتائج صعبة للفريق السعودى، لكن هذا أفضل من مواجهة منتخبات ضعيفة، يكون ناتج اللعب معها خادعا وكاذبا. وأعتقد أن المنتخب السعودى سوف يحاول أن يلعب مع منتخبات أوروبية أيضا، فى جدول استعداده للكأس الآسيوية.. فهل نرى مدرب المنتخب الوطنى هذه المرة حريصا على وضع برنامج إعداد قوى، ومتنوع، وشجاع، ويعززه اتحاد الكرة؟!

 

** أقول أن المنتخب الوطنى لن يتحرك خطوات حقيقية إلى الأمام إلا بمواجهة أقوى المنتخبات فى خطط إعداده.. وأعود إلى «اجترار» أداء المنتخب أمام البرازيل وإيطاليا فى بطولة القارات 2009.. فقد حققنا الممكن الذى كنا نراه مستحيلا، وكانت تلك حالة نادرة على المنتخب الذى يسكن فى برامج إعداده طوال سنوات فى شرنقة الخوف بعيدا عن مواجهة أقوى المنتخبات!.