ويبقى احترام المواطن

ويبقى احترام المواطن

بقلم : محمود حبسة

لا جدال أن ما تشهده مصر حاليا هو إعجاز بكل المقاييس، معجزة تتجسد ملامحها وأبعادها في عملية تنموية وتشريعية وإدارية شاملة، تشهد بها كل قطاعات الدولة من الإسكان إلى التعليم إلى الصحة إلى الصناعة إلى الكهرباء إلى الطرق إلى الاستثمار إلى التصدير، نهضة لم تكن لتتحقق لولا وجود رغبة حقيقية وإرادة سياسية قوية تخطت كل الصعاب وكل المعوقات وكل التحديات، روح جديدة دبت في مختلف ربوع مصر كشفت عن القدرات الذاتية للمصريين وحررت طاقاتهم المكبوتة وأطلقت العنان لطموحاتهم، انطلقت شرارتها الأولى عندما أنجز المصريون مشروع حفر قناة السويس الجديدة في عام واحد بدلًا من ثلاث سنوات، ودون أن تقترض مصر دولارًا واحدًا من الخارج، وأثبت المصريون قدرتهم على تحدي الصعاب مهما بلغت وتعددت وتنوعت.

 

توافرت الإرادة السياسية الحقيقية لبدء عصر جديد من الانفتاح والأخذ بالأسباب الحقيقية للبناء والتطور والبحث عن حلول جذرية لمشكلاتنا بعيدا عن سياسة المسكنات لنقل مصر إلى مرتبة الدول المتقدمة، وكما توافرت في العصر الجديد الإرادة الحقيقية للبناء والتطور توافرت أيضا الإرادة الحقيقية لمواجهة الفساد مهما بلغ حجمه ومهما كانت رموزه ومبرراته.

 

يبقى شيء ما من الماضي البغيض، شيء ما زال يعكر صفو الصورة التي تعبر عن مصر الجديدة، والتي تشهد بها تلك الحركة الدؤوبة في كل أوصال الدولة ومرافقها ومؤسساتها، شيئا ما يقلل من رونقها وبهائها ويعيق تحركنا ويحد من انطلاقنا، ذلك الشيء هو عدم احترام المواطن الذي يفترض أنه الهدف من كل ما تشهده الدولة من مشروعات وخطط تنموية، فغاية ما تسعى إليه أي دولة هو إرضاء المواطن ورفع مستوى معيشته، يبقى أننا لم نكرس بعد ثقافة احترام المواطن داخل مؤسسات وقطاعات الدولة وفى المصالح والدواوين الحكومية، ما زلنا نتعامل بمنطق “فوت علينا بكرة يا سيد”، ما زلنا نرى أن المواطنين المستهدفين بالخدمة التي تقدم لهم كمًا مهملًا وعليهم أن يتقبلوها وبالشكل والمستوى الذي يقدم لهم دون شكوى ودون تذمر.نقلا عن روزاليوسف