لنلتف «جميعًا» حول كنيستنا

لنلتف «جميعًا» حول كنيستنا

بقلم : أسامة سلامة

كنيستنا المصرية فى أزمة، وتحتاجنا جميعًا حولها نؤازرها ونساعدها للخروج مما تعانيه وتواجهه..

 

حادث مقتل الشهيد الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبومقار يدعونا إلى التجمع والوحدة ونبذ أى خلافات مهما كانت أسبابها، ويطرح جانبًا أى ملاحظات يراها البعض- سواء كانت صحيحة أم لا- حول قيادات الكنيسة أو طريقة إدارتها أو أفكارها من أجل الخروج بسلام من هذه الوعكة.

 

 

الكنيسة تحتاج الجميع بجانبها: أبناؤها الأرثوذكس  ونظائرهم الكاثوليك والإنجيليون وإخوتهم المسلمون، ومهما كان الجانى واتجاهه وانتماؤه وعقيدته ففى جميع الحالات يجب أن تشعر الكنيسة بالقوة.

حقيقة هى تستمد قوتها من الإيمان ومن رعاية المسيح لها، ولكن يجب أيضًا أن تشعر بأن أولادها وأتباعها وأحبابها وإخوة الوطن وقياداته بجانبها ويحيطون بها من كل جانب يحمونها كما يحتمون بها، وتستدفئ بأحضانهم، وتأنس بهم، وتستند إلى أياديهم.

 

 

الوقائع فى حادث الأنبا إبيفانيوس تقود إلى طريق  واحد هو الاتحاد  ونبذ الفرقة.. خصوصًا أن تفسيرات الحادث دارت فى حينه حول أربعة احتمالات:

 

 

الأول: إن الجانى من داخل  الدير وأن مؤامرة بسبب وجود خلافات فكرية بين رهبان أبومقار، وأن بعض الغلواء والتطرف غزت عقول بعض الرهبان، فإن الأمر خطير ويحتاج للتكاتف من أجل مواجهة  هذه الأفكار الداعشية، والتى حتمًا ستكون وبالًا  على الكنيسة والمجتمع كله وسندفع ثمنها جميعًا، ولعل الذين يروجون لهذا الاحتمال فسروا كلام البابا  تواضروس خلال قداس  الصلاة  على الأنبا الشهيد عندما وجه كلامه لرهبان الدير «لستم تابعين لأحد بل للقديس أبومقار» على أنه إشارة إلى الخلافات داخل الدير وانقسام الرهبان بين مدرستين، إحداهما محافظة والأخرى إصلاحية، ولكن يبعد من هذا الاحتمال  ويصعب تصديقه، أنه مهما كانت الخلافات فإنها تظل فى إطارها الفكرى ومن الصعب على من زهد الدنيا وطلب أن يصلى عليه صلاة الموتى أن يقتل مهما كانت الأسباب.

 

 

الاحتمال الثانى: أن يكون وراء الجريمة صراعات الأساقفة.. وهو احتمال يحلو لمن يتبناه أن يستشهد بمقولة البابا لرهبان الدير أخرجوا الانحراف بعيدًا عن الرهبنة ويشرحها بأنها رسالة بوجود أفكار وتصرفات تبتعد تمامًا عن الفكر الرهبانى وتعاليم الآباء، ولكن إذا ثبت ذلك فإن الكنيسة فى حاجة حقيقية للوقوف بجانبها  فى مواجهة الأساقفة الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة ونفوذهم ولوعلى حساب الكنيسة، إنهم هنا مثل يهوذا الذى باع المسيح بعشرين قطعة من الفضة، وهؤلاء لن يتم كشفهم والقضاء عليهم إلا بالوحدة.

 

 

الاحتمال الثالث: أن يكون الاغتيال عملية إرهابية قامت بها جماعة متطرفة مثل داعش أو غيرها، من خلال تسلل أحد  أفرادها إلى الدير وقيامه بالقتل  ثم الهرب مرة أخرى، وهو أيضًا احتمال ضعيف فى ظل عدم إعلان أى جماعة عن تبنيها الحادث حتى الآن، وهو أمر لو فعلوه لتباهوا به وأذاعوه وأصدروا البيانات باعتبار الحادث رسالة إلى المسيحيين وقيادات الكنيسة أننا نصل إليكم فى أى مكان ولن تمنعنا الأسوار عن قتلكم، وهذا الاحتمال لو ثبت صحته لوجب علينا جميعًا مواجهته، وأن نرد على رسالتهم بأنكم لن ترهبونا ولن تفرقونا، ونحن جميعًا على قلب رجل واحد مهما فعلتم.

 

 

يتبقى احتمال رابع.. وهو أن من قام بها راهب أو زائر مصاب بحالة نفسية.. ولكن يدحض هذا الكلام أن الجريمة مخططة، ومن قام بها كان واعيًا ومدركًا وهو ينفذها.

 

 

فى كل الأحوال الكنيسة تحتاجنا جميعُا معها  وإلى جوارها وتقول للمسيحيين تعالوا إلى حضنى وابقوا معى فى محنتي، وتقول للمسلمين نحن أبناء جسد واحد إذا تداعى منه عضو تداعى له باقى الأعضاء بالسهر والحمى. نقلا عن روزاليوسف