مرتب (صلاح) .. وزواج (عكاشة) !!

مرتب (صلاح) .. وزواج (عكاشة) !!

بقلم : محمد جمال الدين

تساءلت كما تساءل غيرى: ماذا حدث للمصريين؟، مثلما سبق وتساءل من قبل الدكتور (جلال أمين) فى كتابه المهم (ماذا حدث للمصريين) فهم الآن أصبح لا يرضيهم العجب، ولهذا لم نعد نعرف ماذا يريدون بالضبط، حب بلا سبب يعقبه كره وأيضا بلا سبب تفكك أسرى وفساد وبحث عن مكسب سريع بلا عمل أو سند، حقد وغل على من اجتهد وعمل وحقق ذاته سواء من الطبقات الدنيا أو حتى الميسورة الحال.

 

لذلك لم أستغرب حقد البعض على لاعب مصر المحبوب وسفيرها فى بلاد الإنجليز، عندما رفع ناديه (ليفربول) راتبه إلى 200 ألف جنيه استرلينى فى الأسبوع، البعض من مرضى النفوس سرعان ما أخرجوا الحسابة من جيوبهم ليعرفوا كم سيحصل محمد صلاح من راتب فى الأسبوع بالجنيه المصرى.

 

وتتلقف المواقع الإلكترونية الخبر ويتصدر صفحاتها ارتفاع سعر الجنيه الاسترلينى فى شركات الصرافة عقب توقيع صلاح لعقده الجديد، أما موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) فوجدنا به أن هناك من حسب دخل اللاعب فى السنة وفى الشهر وفى الأسبوع وفى اليوم والساعة.

 

الغريب أن جل هؤلاء من أصحاب مبدأ الحسابة إياها، لم يفكر ولو للحظة كم بذل (صلاح من جهد وعرق فى التدريبات صباحا ومساء وكذلك فى المباريات حتى يصل إلى أن يمنحه ناديه الإنجليزى هذا الراتب، كما لم يفكر أو يحسب هؤلاء أن الأمر فى بلاد الفرنجة يعتمد أولا وأخيرا على ما تقدمه من عمل، فهذه المجتمعات لا تمنح أو تعطى شيئا لله، فكل شىء هناك بثمنه، عكس ما يحدث عندنا من المتهربين والغائبين عن أعمالهم، ولكنهم فى نهاية كل شهر يقفون أمام خزينة الرواتب ليحصلوا على راتبهم الذى هو ليس من حقهم أصلا ولكن عدم وجود الحساب الرادع لأمثال هؤلاء، شجع الكثيرين على أن يسيروا على نفس النهج والمبدأ الذى يعتمد على نظرية الحصول على المرتب دون عمل، وللأسف هذا هو حال قطاع كبير فى الدواوين والمؤسسات الحكومية، وللأسف موجود مثيل له فى مؤسساتنا الصحفية.

 

محمد صلاح يا سادة نموذج مثالى للشاب المصرى الطموح الذى سعى بكل جد ونشاط لحفر اسم كبير له ولمصر على خريطة كرة القدم العالمية، ولم يرد أن يكون مثل غيره من بعض الشباب المتكاسل، الذى لا يمتلك أى نوع من أنواع الأمل أو الطموح لفعل شىء لنفسه ويفضل الحصول على المصروف من الأهل، أو مثل الحاصلين على أموال البنوك بطرق ملتوية، (صلاح) يا حاقدين وأصحاب الهوى والغرض الذى تحول إلى مرض، ويا من تشترون صفحات فى صحف الإنجليز لمهاجمة مصر من خلاله، ارتضى بالغربة التى أبعدته عن حضن الأهل ومؤانسة الأصدقاء والحرمان من متع عديدة، لذلك من حقه وحق غيره ممن يعرقون ويجتهدون فى عملهم أن يحصلوا على ما يريدون، ولا عزاء للكسالى وأصحاب نظرية أقبض أولا  الجالسين على المقاهى ويقفون على النواصى يحقدون ويحسبون على عباد الله المجتهدين ما ينالونه من أموال أو كيف يتصرفون فيها.

 

فى الأسبوع الماضى أعلن الإعلامي (توفيق عكاشة) زواجه من مقدمة البرامج (حياة الدرديرى)، وهذا بالمناسبة لا يعنينى أو يعنى غيرى، فهو أمر طبيعى وتم على سنة الله ورسوله، ولكن غير الطبيعى هو ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعى، الذى استغرب رواده خبر الزواج من أساسه، وكأن هذه المواقع هى التى ستسير حياة الناس فى مصر، فما شأن المصريين بزواج رجل من امرأة أو حتى طلاق الرجل من زوجته.

 

وسواء كان عكاشة يعتبر حياة مثل ابنته أو كانت حب عمره، كما صرح من قبل أو كانت أما لأولاد من رجل آخر فهذا شأنها، وليس من حق أحد أن يتدخل فى الحياة الخاصة لها أو لزوجها الحالى (عكاشة) أو حتى السابق، ولن تحرم مثل هذه المواقع ما حلله الله، لذلك أقول للمصريين الذين حدثت تغيرات عديدة فى حياتهم منذ اتباع سياسة الانفتاح كما أكد الدكتور جلال أمين، وغيرت من سلوك طبقات المجتمع، اتقوا الله فى أنفسكم، ولا تجعلوا من أنفسكم رقباء على البشر، فكل فرد وشأنه، وعموما مبروك لفخر مصر محمد صلاح وللإعلامى توفيق عكاشة وزوجته . نقلا عن روزاليوسف