أحاديث النخبة في السحور!

أحاديث النخبة في السحور!

بقلم : د. حماد عبدالله

في شهر رمضان الكريم تتعدد اللقاءات الاجتماعية المتميزة أحيانًا في مناسبات إفطار أو سحور، ويكون السحور هو صاحب الحظ الأوفر في تبادل الأحاديث والمناقشات التي تدور بين المدعوين خاصة بين “نخب المثقفين” وأصحاب الوظائف العليا في البلد سواء كانوا سابقين أو حاليين حينما يكون الموضوع الدائر مناقشته هو شأن مصر الداخلي، “وأحلام النخبة للوطن” ومستقبله في شتى مجالات الحياة من تعليم وهو أيضا الأوفر حظًا تناولًا أثناء هذه الحوارات، وكذلك الحكم المحلي والمحافظون المهملون لوظائفهم والواضح ذلك من أخبار انتشار القمامة في كل ضواحي المدن الكبرى وعلى رأسهم المدن الكبرى في الجيزة والقاهرة والقليوبية وحلوان، وكذلك التجمعات السكنية الجديدة في مناطق القاهرة الجديدة والشروق والعبور وحتى تلك التجمعات الكبرى (السكنية) مثل الرحاب، وغيرها من أسماء كبرى أصبح الإهمال فيها متزايد وأصبحت المسؤولية عن عناصر الخدمة متفاقمة ويتضح ذلك من أخبار القمامة اليومية.

 

ويتطرق الحديث بين النخب عن مستقبل “مصر” بعد أن استطعنا استرداد الوطن من براثن الإخوان وبعد أن شرعنا في خطة إصلاح اقتصادي بقوة وعزم وإصرار على أن نعود دولة قوية، دولة لا تتسول ولا تسعى للمساعدات الأجنبية، ترى النخبة في “مصر” أن ما يحدث في الاقتصاد المصري هو جراحة لجسد الوطن، عانى فترات طويلة من الهزال ومن فقده للمناعة، ويحتاج إلى إصرار وإرادة سياسية، وقد تحققت بفضل ثورة 30 يونيو واستطاعت الأمة أن تقرر بقيادة سياسية واعية مصلحتها فوق كل شيء، ولكن نحتاج للصبر ونشر الوعي بين مواطنينا، وأيضا جهد من القيادة السياسية والنخب المصرية لكي نعبر هذه المرحلة.

 

هكذا كانت حفلات السحور التي حضرت بعضها وسمعت عن البعض الأخر، اهتمت النخب المصرية، ببحث نواقص المجتمع والإدارة في مصر، وليتنا سجلنا كل التوصيات التي تخرج من تلك التجمعات حيث أرى منها فوائد جمة– للحكومة المصرية! ولعل اقتراحا صعب تحقيقه، هو أن تكون تلك الدعوات على سحور أو إفطار، يصاحبها من الإعلام أو الصحافة، من يستطيع أن يسجل المفيد منها، لنقله إلى العامة، وأولهم أصحاب القرار من التنفيذيين في حكومة مصر، ولكن الشيء الأكثر فائدة، هو أن نكون صالونات للرأي، يمكننا أن ندعو هؤلاء الناس وهذه النخب للمناقشة الحرة حول مشاكل الوطن، أي أن نكون Think Thanks من أجل وضع تصورات لمشاكل حياتية نعيشها ونحتاج لأفكار غير تقليدية نعمل على تنفيذها بأسرع ما يمكن لحل مشاكل عضوية في الوطن!