فاروق جويدة: المعاش

فاروق جويدة: المعاش

وصلتنى رسائل كثيرة حول ما كتبت عن الزوجة الثانية وانها تجربة لا تنجح فى كل الأحوال..وفى إحدى الرسائل دافعت فتاة شابة عن تجربتها كزوجة ثانية، وقالت إنها لم تقتنع بالزواج من شاب لأن ظروفه المادية صعبة فهو بلا وظيفة ويتلقى دعما ماليا من والده، كما أن حالته الصحية ليست على ما يرام على الجانب الأخر تقول صاحبة الرسالة إن الزواج من الأجيال القديمة أفضل حتى لو مات الزوج فإن مبلغ 33 ألف جنيه معاشا شهريا صفقة لا بأس بها ومع هذا كله بريق المنصب والأضواء وبرامج التليفزيون والحفلات وإذا كان الزمن قد ظهر على وجه الزوج فإن عمليات النفخ والتجميل تغير الملامح.

 

 

والرجل الآن ينافس المرأة فى عمليات التجميل بحيث يخفى آثار الزمن..والرجل المصرى القديم فيه أشياء كثيرة تميزه عن جيل الشباب..إن الشاب عصبى محبط ومتغير لأن المشاعر لدى الأجيال الجديدة لا تهم كثيرا..إننا نلاحظ الآن أن الأجيال تسرق أحلام بعضها الكبار يتزوجون الصغار كمحاولة لاسترداد الشباب الراحل، والصغار يبحثون عن الكبار حتى لو كانت عجوزا أجنبية لديها قرشان، واختلطت الأدوار وتقول صاحبة الرسالة انا أحب زوجى وهو عاطفى ويوفر لى كل ما اطلب من احتياجاتى..

 

سفر ومتعة وأزياء ومجوهرات، وإذا لا قدر الله رحل فى اى ظروف فإن لديه ما ارثه وأيضا المعاش أصبح الآن مجزيا فلا تعتب على أى فتاة تتزوج رجلا من أجيال مصر القديمة وخلى الأجيال تفرح وتسعد بعضها لأن خرافة العمر التى تتحدث عنها لا وجود لها الآن أمام مطالب الحياة الصعبة، والطب الآن أصبح ملاذا آمنا للجميع الشعر يمكن أن نصبغه.. والصحة يمكن أن نستردها بالأدوية، والتجاعيد يمكن ببعض الحقن وعمليات التجميل..أما العمر فى يد الله.

 

قلت..الأجيال تتغير والظروف تفرض واقعا جديدا وليس معنى هذا أن كل من تقدمت به سنوات العمر يسعى لأن يسترد شبابه على حساب ضحية جديدة..أحيانا أشارك فى بعض الأفراح واكتشف أن معظم الضيوف تغيرت ملامحهم واسودت شعورهم وكل واحد يمسك فى زراعه فتاة صغيرة يقدمها بنشوة وسعادة «المدام»..قد لا يعلم أن المدام تفكر فى شىء واحد وهو المعاش.