مكتبة الإسكندرية تفتتح مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2018

مكتبة الإسكندرية تفتتح مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية 2018

ايجى 2030 /

افتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، صباح اليوم، الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي “بيوفيجن الإسكندرية 2018″، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 20 إلى 22 إبريل 2018 تحت شعار “العلوم الحياتية الجديدة: نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

 

وأعرب الفقي عن سعادته لمخاطبة هذا الجمع الهائل من الحضور، حيث يشارك في المؤتمر نخبة من العلماء البارزين عالميًا ومحليًا وممثلين عن أبرز الجامعات المصرية والدولية والمؤسسات الإقليمية، ويحضره ما يزيد عن 2500 مشارك من مصر ودول عربية وأجنبية.

 

وقال الفقي إننا نقف أمام منعطف يحتم علينا الالتزام بأهداف التنمية المستدامة من أجل تحقيق التقدم والازدهار لوطننا، لافتًا إلى أهمية دور العلوم الحياتية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في عامنا الحالي والمستقبل القريب.

 

وشدد الفقي على أهمية دور مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية في دعم الحوار البنّاء بين الأطراف المعنية بتطوير العلوم الحيوية، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية توجه كافة طاقاتها لتوصيل العلوم للشباب وتمكين صغار العلماء؛ ليكونوا قادة في مجال العلوم وصناع القرار في المستقبل.

 

وأعلن الدكتور مصطفى الفقي عن إطلاق شراكة بين مكتبة الإسكندرية والأمم المتحدة، وبمشاركة وزارة التخطيط، تهدف إلى بناء منصة للحوار حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، تجمع عدد كبير من الخبراء المحليين والدوليين.

 

وألقى الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية كلمة المهندس شريف إسماعيل؛ رئيس مجلس الوزراء، قال فيها إن مكتبة الإسكندرية تؤكد ريادتها في تنظيم المؤتمرات والأحداث العلمية الهامة، مشددًا على أهمية هذا المؤتمر ودوره في دعم الحوار البناء لتطوير العلوم الحياتية والحيوية في شتى المجالات، ومتمنيًا لمنظمي المؤتمر والحضور مؤتمرًا ناجحًا.

 

من جانبه، أعرب الدكتور محمد حمدان؛ نائب رئيس الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS) عن المنطقة العربية، عن بالغ سعادته للمشاركة في الدورة الجديدة من مؤتمر بيوفيجن الإسكندرية، مؤكًدا أن المؤتمر يزداد قيمةً وتأثيرًا كل دورة، وأيضًا سعادته لوجوده في مكتبة الإسكندرية مجددًا، معتبرها مصدرًا تاريخيًا للعلم والإلهام.

 

وأكد أن الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS) قد نمت وتطورت بثبات منذ إنشائها منذ خمسة وثلاثين عامًا، وأنها تمكنت من تقديم مئات المبادرات والمشروعات التي تدعم الباحثين والعلماء خاصة في دول العالم النامي. ولفت إلى أن الأكاديمية تضم آلاف الأعضاء وتتعاون مع العديد من المؤسسات الشريكة حول العالم، وقدمت عدد هائل من الفرص البحثية لشباب العلماء.

 

وقال إن الأكاديمية العالمية للعلوم تعتبر نفسها جزءًا من الجهود العالمية الساعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الزراعة والصحة والطاقة وتحليل البيانات وغيرها من المجالات. ولفت إلى أن قارة إفريقيا تحتاج خطة تعليم هائلة وطويلة الأجل من أجل تحقيق التوازن مع كافة بلدان العالم، فهي تحتاج 7.7 مليون عالم لتتساوى مع دولة أوروبية مثل ألمانيا. وشدد في الختام أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا يستلزم استثمار هائل في التعليم.

 

وفي كلمته، قال ريتشارد ديكتس؛ المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، إنه بعد إقرار أهداف التنمية المستدامة فإن الأمم المتحدة ملتزمة بتبني المشروعات والمبادرات الساعية لإنقاذ الكوكب والقضاء على الفقر والجوع وتحسين الصحة والتعليم، ومكافحة تغير المناخ، وحماية المحيطات والغابات.

 

وأشار إلى أن أكبر مشكلة تواجه عالمنا الآن هي وجود 65 مليون لاجئ و40 مليون نازح، كما نواجه مشكلات تتعلق بالتغير المناخي وتزايد اللامساواة في مناطق عدة من العالم، وتهميش الشباب. وشدد على أهمية التعاون الدولي للقضاء على مشكلات العالم، فلا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من دون جهود عالمية.

 

وتحدث عن أهمية التكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أدت مشروعات التنمية الاقتصادية الماضية إلى تهديد المصادر الطبيعية، ولكننا قادرين بالتكنولوجيا والابتكار ومساهمات العلماء على تحقيق نجاحات اقتصادية مستدامة من دون الإضرار بالموارد الطبيعية.

 

وأعرب عن سعادته لعمله في مصر في الوقت الحالي، وتماشي جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة مع رؤية مصر 2030، لافتًا إلى أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر بدأت تؤتي ثمارها وحققت نموًا في معدلات الاستثمار وانخفاض في معدلات البطالة.

 

وأكد أن مصر تحتاج في الفترة المقبلة أن تجد إجابات جديدة لأسئلة تقليدية، ومنها كيفية التعامل مع الزيادة السكانية وخلق فرص عمل أكبر للشباب، بالإضافة إلى مواجهة تحديات ندرة المياه ومشكلة التعدي على الأراضي الزراعية.

 

وشدد على أن الأمم المتحدة تسعى للتعاون مع مصر في الفترة المقبلة لتحقيق أهدافها ورؤيتها للتنمية في الأعوام المقبلة. وأعرب عن سعادته البالغة لإطلاق الشراكة بين مكتبة الإسكندرية والأمم المتحدة لإنشاء حوار بناء لتحقيق التنمية المستدامة في مصر في المستقبل القريب.

 

من جانبها، قالت ماريا كريستينا روسو؛ مدير التعاون الدولي وبحوث الإدارة العامة والابتكار التابع للمفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال العديد من المبادرات والمشروعات لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والاستثمار في العلم وتشجيع التكنولوجيا والابتكار.

 

ولفتت إلى أن المفوضية الأوروبية تهتم بشكل واسع بالعلوم في دول العالم النامي، وتسعى لمحاربة هجرة العقول عن طريق دعم شباب العلماء بعدة مشروعات أبرزها مشروع Horizon 2020، والذي يقدم الدعم والتمويل للعلماء وبرامج البحث والابتكار بقيمه 80 بليون يورو. وأشارت إلى أن المفوضية الأوروبية ستقدم مشروعًا آخر بعد Horizon 2020 يركز بشكل أوسع على التعاون الدولي والمشروعات البحثية المشتركة والهادفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وفي كلمته، أعرب رومان لوكشايتر؛ مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD في القاهرة، عن اعتزازه بالشراكة بين الهيئة ومكتبة الإسكندرية منذ عام 2008 لدعم العلوم والعلماء في مصر. وأكد أن الهيئة تقدم دعمًا سنويًا للعلماء المصريين للدراسة في ألمانيا، فهي تسعى إلى تحقيق استدامة في البحث العلمي وتوفير الفرص للعلماء.

 

وقال إن الهيئة الألمانية للتبادل العلمي تنظم برنامج Cosimena العلمي والذي يهدف إلى تحقيق التعاون بين علماء ألمانيا ومصر ويركز على المشكلات البيئية المتعلقة بالمياه، والصحة والطاقة والزراعة والتخطيط العمراني والتراث الثقافي، مؤكدًا أن اهتمام تلك اللقاءات لا ينصب على جانب العلمي فقط بل تناقش أيضًا دور الاستثمار والسياسات والمجتمع في مواجهة تلك التحديات.

 

وتحدث في الجلسة الافتتاحية أيضًا الدكتور عمر فاروق عبد الخالق بالنيابة عن الدكتور محمود صقر؛ رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وأكد أن الأكاديمية تقدم عدد كبير من المنح التي تدعم شباب الباحثين وتمول مشروعاتهم؛ ومنها البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية المتخصصة “انطلاق” الذي يهدف إلى تأهيل ودعم إنشاء شركات تكنولوجية ناشئة كل عام، والمنح الدراسية لشباب الخريجين “علماء الجيل القادم”، وغيرها من المشروعات. ولفت إلى أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ستفتتح مشروع “متحف الأطفال” في مدينة طنطا بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.