علي جمعة يكشف عن أنواع التوبة ومراحل ترك المعصية

علي جمعة يكشف عن أنواع التوبة ومراحل ترك المعصية

ابجى 2030 /

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإنسان يسير في طريق الله، والسير في طريق الله معناه أنه يبدأ بالتوبة، والتوبة معناها أن ينخلع من المعاصي.. وأن يعاهد نفسه على أن يترك المعاصي، وأن يعطل ملك السيئات، أي يجعل ملك السيئات لا يكتب عليه شيئًا.

 

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية أن هذا الانخلاع “التوبة” له درجات: أولها انخلاع من المعصية، المعصية هي التي يقول عنها الشرع: إن هذا حرام، فالإنسان قرر مع نفسه ألا يفعل هذا الحرام.

 

وأوضح جمعة أن هناك توبة أخرى وهي: الانخلاع من كل ما يشغل البال أو القلب عن الله، من ولد، ومن المال، ومن حب للأكوان، وللسلطة، وللجاه، وللشهوات، الانسان هنا لم يرتكب حراما لكي يتوب منه، فهو قد تركه، لكنه الآن يتوب من شيء آخر.. يتوب من الانشغال عن الله! وكأن الانشغال عن الله -وهو أمر يقع فيه جل البشر- معصية. لا.. هو ليس معصية، لكن كأنه معصية! وهو لعلو همته يعتبره في حقه معصية. فيخلي قلبه من شواغل الدنيا ومشاغلها.

 

“يخلي قلبه”: هذه كلمة وقف عندها الصوفية كثيرا ، وقفوا عند التخلية من القبيح، ويأتي بعدها عندهم معنى آخر، وهو أن: “يحلي قلبه” بكل صحيح. وهذه هي التحلية.

 

وتابع المفتي السابق: إذن فهناك مرحلتان وهما: “التخلية، والتحلية”، التخلية تفريغ القلب من الشواغل والمشاغل. والتحلية هي تجميل القلب بهذه الصفات العالية من التوكل. ومن الحب في الله، ومن الاعتماد علي الله. ومن الثقة بما في يد الله.. الخ.

 

والسالك إلي الله لا يزال إلي الآن في المرحلة الأولي من الطريق، ومن التوبة، فإنه خلى قلبه من القبيح، وحلي قلبه بالصحيح، لكن تأتي توبة أخري بعد ذلك في مرحلة ثانية يتشوق فيها قلب هذا التقي النقي الذي خلي قلبه من الشواغل والمشاغل. وخلي نفسه وجوارحه من المعصية ثم خلي قلبه من الشوائب ثم حلي قلبه بتلك المعاني الفائقة الرائقة وهو في كل ذلك يريد من الله أن يتجلي عليه.

 

وهذا التجلي يأتي بعد التخلي والتحلي. فما معني التجلي؟ معناه- كما قالت السادة الصوفية: التخلق بأخلاق الله: فالله تعالي رحيم. فلابد من أن نكون رحماء والله تعالى رءوف. فلابد من أن نكون كذلك والله تعالى غفور فلابد أن نكون متسامحين نغفر للآخرين .