رسلان : إثيوبيا مستمرة في المماطلة ومصر تُغلب مبدأ المفاوضات

رسلان : إثيوبيا مستمرة في المماطلة ومصر تُغلب مبدأ المفاوضات

ايجى 2030 /

قال الخبير في الشئون الإفريقية، هانئ رسلان، إن فشل المشاورات التساعية لسد النهضة خلال الجولة الأخيرة في الخرطوم كان متوقعاً، مؤكدا أن إثيوبيا طوال الوقت استخدمت التفاوض كغطاء للاستمرار في بناء السد والظهور بمظهر مخادع بأنها دولة متعاونة تتفاوض مع الأطراف الأخرى.

 

وأضاف رسلان خلال لقاء له ببرنامج “ساعة من مصر” على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي خالد عاشور، أن إثيوبيا كانت تتعمد التسويف والإغراق في تفاصيل إجرائية استزافاً للوقت وهو ما حدث إذ قطعت شوطاً كبيرا في البناء وصلت لمرحلة الملئ الأولى للخزانات التي أسفل السد دون أن يبدأ مسار الدراسات الفنية بعد ما يقارب الـ 4 سنوات من التعثر.

 

وأشار رسلان إلى أن هذه الاستراتيجية الإثيوبية واضحة، إلا أن مصر كانت مصرة على النهج التعاوني وكانت تأمل حدوث نوع من التغير أو المرونة في الموقف الإثيوبي مع استمرار الاجتماعات واللقاءات، متابعا أن مسار الدراسات الفنية توقف في نوفمبر الماضي، إذ وافقت مصر خلاله على التقرير الاستهلالي للمكتب الفرنسي، إلا أن الطرفين الإثيوبي والسوداني رفضا هذا التقرير ولم يستطع المكتب إعداد الدراسات، مؤكدا أن الأفكار التي طرحها الجانبان الإثيوبي والسوداني تؤدي إلى إفراغ مسار الدراسات من مضمونه بالكامل فتوقفت المفاوضات.

 

وأوضح رسلان أنه بعد انفضاض اللقاء بين الرئيس “عبدالفتاح السيسي” ورئيس الوزراء الإثيوبي “زيناوي” كانت التصريحات الإثيوبية كانت غير إيجابية، وتحدثوا طوال الوقت حول الشروع في الملئ الأول دون انتظار مسار الدراسات مما يعني أن أديس أبابا تقفز عليه وتضعه في سلة المهملات، مؤكدا أنه إذا بدأت أثيوبيا في الملئ بشكل منفرد هذا يُعد خرقا، إذ أنه وفقا لإعلان المبادئ الموقع في الخرطوم عام 2015 نص البند الخامس على أن الملئ يتم بناء على نتائج الدراسات.

 

ورأى رسلان أن إثيوبيا تمارس الآن المراوغات اللفظية على الطريقة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن تغيير رئيس الوزراء الإثيوبي لن يؤثر على عملية مفاوضات سد النهضة، متابعاً أنه كانت هناك زيارة لوفد أمريكي لمصر ثم السودان في محاولة لتقريب وجهات النظر وهي أقل في المضمون من الوساطة، لأن إعلان المبادئ ينص أنه في حالة عدم التوفيق يمكن للأطراف اللجوء إلى الوساطة، مؤكدا أن واشنطن إذا أرادت أن تدفع بعملية التسوية يمكنها فعل ذلك لأن لديها مداخل كثيرة للتأثير على القرار الإثيوبي.

 

وتابع رسلان الموقف الأمريكي يميل إلى الجانب الإثيوبي لأن الأمريكيين يعتبرون إثيوبيا نقطة ارتكاز لسياستهم في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي لمحاربة الإرهاب، وأيضا هناك اتجاه لخلق قوة إقليمية تصبح داعمة للاستقرار والسلام في المنطقة، لذا تعتبر واشنطن أديس أباب وكيلا لها.