فاروق جويدة: ثلاثية المال والعمر والصحة

فاروق جويدة: ثلاثية المال والعمر والصحة

قلت : تأتى الصحة فى المقدمة لأنها الأهم فلا خير فى المال بلا صحة وماذا سيفعل الإنسان بتلال المال المكدسة فى البنوك والبيوت وهو لا يستطيع أن يخرج من بيته أمام جسد متعب وروح مرهقة.. لا شيء أهم من الصحة، أما العمر فلا ينبغى أن يفكر فيه الإنسان لأنه لا يستطيع أن يشترى ساعة واحدة منه..إنها إرادة الخالق سبحانه وتعالى فقد اختص لنفسه قرار الميلاد..وساعة الرحيل..

 

أما المال فهو يمثل ضرورة من ضرورات الحياة ولكن بقدر ما يسعدنا ويلبى أولويات حياتنا..إن الإنسان أحيانا يدخل فى رحلة من الأحلام والأمانى التى لا تكفيه فيها أموال الدنيا..إذا كان لديه مليون فهو يتمنى العشرة ملايين وإذا تحققت العشرة وضع أمامه رقما آخر قد يكون خمسينا أو مائة مليون..وإذا كانت لديه سيارة حلم بالطائرة وإذا كانت لديه فيلا حلم بالقصر ولا تزال الأحلام تكتم على أنفاسه حتى يجد عزرائيل واقفا أمامه هيا بنا للرحيل ويسأله والفلوس؟!..

 

حق ونصيب للأولاد..هنا يعود الإنسان إلى نفسه ويقول لو كنت تمتعت قليلا بما عندى كان من الممكن أن تكون الصحة أفضل..وربما امتد العمر قليلا.. إن أجمل الأشياء أن تأخذ من كل هذه الأشياء دروسا أن يكون لديك من المال ما يكفى وما تشعر انه يسعدك..وأن تهتم بالصحة حتى تستطيع أن تستمتع بالمال.. وأن تنظر للعمر على انه رحلة سفر قد تطول وقد تقصر..

 

حاول أن تنظر حولك لترى تلك الوجوه التى عبدت المال وجمعته ماذا أصابها هل أخذ أحد دفتر شيكاته إلى القبر هل أقاموا له ضريحا من الذهب وماذا فعل الذهب له وهو يواجه ربه.. أما الصحة فهى أجمل الأشياء أن تعيش حياتك متمتعا بها ولا تنام منزعجا من كابوس أو رحلة للبحث عن طبيب أو دواء أو مستشفي..

 

وقبل ذلك كله فإن السعادة الحقيقية أن تحب وأن تجد حولك أناسا يقدرون مشوارك فى الحياة وفى ساعة الشدة تجد حولك آلاف الأيادى التى تمتد إليك تساعدك وتدعو لك وتمنحك الحب والرضا. نقلا عن صحيفة الاهرام