رابطة الكتاب الاردنيين تكرم الفنانة سعاد عيساوي لدورها في دعم الفنون

رابطة الكتاب الاردنيين تكرم الفنانة سعاد عيساوي لدورها في دعم الفنون

ايجى 2030 /

عمان، احتفت رابطة الكتاب الأردنيين، أول من أمس الاثنين، بعدد من الأردنيات الرائدات في مجالات مختلفة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار (مارس) من كل عام. الحفل الذي نسقته أمين سر الرابطة الشاعرة غدير حدادين، وحضره أعضاء من الهيئة الادارية ورئيس الرابطة، واشتمل على تكريم مجموعة من النساء اللواتي يعملن في مهن مختلفة واستطعن أن ينهضن بأسرهن ومعيشتهن، ونساء من مخيمات اللاجئين في الاردن، إلى جانب رائدة في مجال الإعلام والفن التشكيلي والأكاديميات والسياسيات والنقابيات.

 

وفي نهاية الحفل وزِّعَت شهادات التقدير على المشاركين والمشاركات.

وقد شارك في الحفل الفنان سائد حتر، وقدم مجموعة من الاغاني والمقطوعات الموسيقية.

حيث تم البدء بالفنانة إيمان هايل التي تميزت بأدوارها الإنسانية على الشاشة. وتم تكريم أول قاضية أردنية، القاضية تغريد حكمت، وهي واحدة من “18”، قاضياً انتخَبَتهم الجَمعِيّة العامة للأمم المتحدة للعَمَل كَمتخصص في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا. تم تكريم المؤرخة والأكاديمية والقاصة الدكتورة هند أبو الشعر، التي تحدثت عن تجربتها الاكاديمية ومشوارها مع التأريخ، ومشوارها مع الابداع والكتابة القصصية. وتم تكريم الفنانة التشكيلية ومؤسسة “جاليري رؤى 32 للفنون” في العام 1990، وهو أول جاليري فنون افتتح في الأردن ولا تزال تديره حتى اليوم، الفنانة سعاد عيساوي، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، تخصص عمارة داخلية، التي كرمت في “ملتقى الأقصر الدولي للتصوير”، الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية في مصر”وزارة الثقافة”،  وقدمت شهادة حول تجربتها مع الفن التشكيلي والأزياء.

 

وفي مجال الاعلام تم تكريم الإعلامية سهى كراجه، التي بدأت مراسلة صحفية في التلفزيون الأردني، وأخذت تجوب المملكة ببواديها ومخيماتها وأزقتها وشوارعها من خلال شغفها بعملها.

 

وقد قدّمت الفنانة سعاد عيساوي ورقةً عن دور جاليري رؤى32 للفنون خلال اكثر من ربع قرنٍ.

 

وهذا نصها :

 

 

 

مداخلة سعاد عيساوي في رابطة الكتاب الاردنيين

أحبُّ أن أقدمَ نفسي أولاً كأمٍّ لثلاثِ بناتٍ (بياخدوا العقل) كما أقول دوماً. مبدعاتٍ وطموحاتٍ وجميلاتٍ هنَّ لمى وريم وفرح حوراني.. ثم كمديرةٍ ومؤسِّسةٍ لجاليري رؤى32 للفنون، عمان، الاردن،  منذ 1990 .

 

ولما كان الحبُّ أساسَ الحياة .. فقد كان علينا أن نعملَ بحبٍّ وشغفٍ بما نؤمنُ به ونعملُ عليه كي يتحققَ النجاح .. إنه أن نؤمن بمواهبنا من الداخل وأن نجدَ الحبَّ والدَّعم من حولنا .. فهذا هو سرُّ النجاحِ في الحياةِ والعمل..

 

 

 

أتقدمُ بجزيلِ الشكرِ وعظيمِ الامتنانِ إلى رابطةِ الكتابِ الأردنيين وإلى رئيسِ الرابطةِ وهيئتِها الإداريّةِ والمبدعة غدير حدادين أمينةِ السر، ومديرةِ الحفل ..

 

شكرًا جزيلا وممنونة من القلب لصديقاتي الجميلات اللواتي حضرن الحفل .. شكرًا للحضور ..

 

وشكراً لاهتمامِكم  هذا الذي يعني اعترافاً مهماً بدَوْرِ صالاتِ العرضِ الفنيةِ في الأردن وبدورِها في التعريفِ بالفنونِ والثقافة .. إن اختيارَكم لي للتكريم بمناسبة يوم المرأة يشرفني ويجعلني سعيدةً وفخورةً  بهذا الدورِ الذي قمتُ به لمدةِ ثمانيَ وعشرينَ عاماً .. شكراً وممنونة جداً لتقديرِكم  لدوري ومسيرتي في جاليري رؤى 32 للفنون،  الذي يعني  تعريفاً بحركةِ الفنون التشكيلية الأردنية. ومنها عملي منذ 2015 على مشروعٍ أسميتُه (ثلاثة)، إشارةً إلى الرقم المبارك الذي أتفاءلُ به وهو عددُ بناتي، هذا المشروعُ الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمساعدةِ المرأةِ الأردنيةِ في إعالة أسرتِها .. حيث ينخرطُ في إنتاجِ هذا المنتجِ عشراتُ النساءِ من رباتِ البيوتِ اللواتي ينفِّذْنَ التطريزَ اليدويَّ المبدعَ، حيث أُحضرُ التصاميمَ والموادَّ، والنساءُ ينفذنَها بحبٍّ وتقنيةٍ عالية..

 

 

 

وكما تعلمون، فإنَّ جاليري رؤى للفنون تأسسَ عام 1990 تحت اسم (جاليري بلدنا) أولَ الأمر، وهو بذلك أقدمُ صالةِ عرضٍ أردنيةٍ خاصةٍ حافظتْ على استمراريتِها.  ولقد مرَّ أكثرُ من ربع قرن على تأسيسِها. وقد عرفنا خلالَ هذه المدةِ الطويلةِ الكثيرَ من النجاحاتِ ومثلَها من الإحباطات والعراقيل،  لكنَّ الأمرَ المهمَّ هو أننا مستمراتٌ في تأديةِ هذه الرسالةِ التي تصدَّينا لها، ولم تُثبِّط من عزيمتنا الصعوياتُ التي واجهناها، وهي كثيرة. ونأمل أن نواصلَ هذه المسيرةَ في المستقبلِ مستفيداتٍ من الدروسِ التي تعلمناها خلال ذلك.

 

 

 

وأولُ هذه الدروس، وربما هو سببُ استمرارِنا، هو أننا نؤمنُ بأنَّ لرؤى ولبلدنا من قبلُ رسالةً نبيلةً، وهذه الرسالةُ هي جعلُ العملِ الفنيِّ جزءاً من حياتنا اليومية،  وجَسْرُ الفجوةِ ما بين الفنانِ والمجتمعِ، وتحقيقُ التفاعلِ المتبادَلِ ما بين الطرَفين. إن إدارةَ صالةِ عرضٍ وإدامتَها هي مهنةٌ  شاقةٌ وساميةٌ وراقيةٌ لأنَّ غايتَها النهائيةَ جعلُ الفنِّ جزءاً من حياتِنا العامة والخاصة يتضمّنُ  الحرصَ على تنظيم لقاءات وحواراتٍ بحضور الفنانين والنقاد والجمهور.  وبهذا المعنى فإنَّ دَوْرَ صالةِ العرض كان ولا يزال دوراً تنويرياً وجزءاً من عملية بناء الثقافة الفنية في المجتمع، ورعايةِ الفنونِ التشكيليةِ،  والترويجِ لها، ونشرِ الثقافة البصريةِ والارتقاءِ بالتذوق الفني. ولا ننسى أن اقتناءَ الأعمال مرتبطٌ بالرفاه الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار.

 

ومن هنا أدعو مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ والشركاتِ  المساهمةَ في دعمِ صالات العرض في مهمةِ أن تصبحَ اللوحةُ والعملُ الفنيُّ جزءاً من حياةِ الناسِ والمجتمع، وذلك من خلالِ إيجادِ بيئةٍ صديقةٍ، بل حاضنةٍ للفنون والإبداع. فلا يمكنُ فصلُ المساعي الرّسميّةِ لتنميةِ المجتمعِ وتحقيقِ ازدهارِه مادياً وروحياً، أو استقطابِ الاستثماراتِ الخارجيةِ أو السياحةِ للمنطقة العربية عن عمليةِ البناءِ الثقافيِّ للأفراد والجماعات، ولا عن ضرورةِ تعزيزِ جاذبيةِ المنطقةِ العربيةِ الثقافيةِ والفنية. وإن صالاتِ العرض، إلى جانب المتاحفِ والمسارحِ والأنشطةِ الثقافيةِ الأخرى، هي جزءٌ حيويٌّ من البيئةِ المشجعةِ على بناء صحةِ المواطنِ نفسياً وروحياً، وتحريرِه من الضغوطِ الاقتصاديةِ والاجتماعية، وهي أيضاً عاملٌ مهمٌّ في استقطابِ الاستثمارِ والسياحةِ ولا سيما ذاتَ الطابعِ الثقافيّ.

 

على الحكوماتِ والقطاعِ الخاصِّ أن تقومَ بواجبِها تجاهَ الفنانِ عن طريقِ اعتمادِ سياساتٍ مؤسسيةٍ للاقتناءِ من الفنانين، وإخراجِ ممارساتِ الاقتناءِ الرسميِّ من الموسميةِ والعفويةِ والمزاجيةِ، لتصبحَ سياساتٍ دائمةً. إن اقتناءَ الأعمالِ الفنيةِ لا يزالُ ممارسةً فرديةً من قلةٍ قليلةٍ من النخبة الاجتماعيةِ، مما لا يسمحُ بحصولِ الفنانِ بشكل عام على الحدِّ الأدنى من الدخل اللائق. إنَّ علينا تخصيصَ مواردَ لشراءِ الأعمالِ الفنيةِ من الفنانيين، ليس فقط من باب الدعم أو تلبيةً لواجبٍ اجتماعيٍّ تجاهَ هذه الفئةِ من المجتمع، وإنما أساساً من بابِ بناءِ ثروةٍ فنيةٍ سوف تعود علينا في المستقبل بعائد معنويٍّ وماديٍّ كبيرين. ويمكنُ استخدامُ سياسةِ الاقتناءِ الحكوميةِ في تزيين السفارات في الدولِ الأخرى والمؤسَّساتِ الرسميةِ والعامة. كما أنَّ على البنوكِ، بدءاً من البنكِ المركزيِّ ووصولاً إلى بقية البنوك التجارية الأخرى اعتمادَ سياسةِ الاقتناءِ للأعمالِ الفنية، وتخصيصَ بندٍ في موازناتِها لهذا الغرض، أسوةً بالبنوكِ الأجنبية. حيث يمكنُ أن تكونَ هذه الأعمال جزءاً من عملية استثمار طويلة المدى، وجزءاً من صورة البنك نفسه.

 

شكرا لوصفنا بأنا أقحوانات. ووهو وصف جميل حيث نبتنا من بين الصخور وأزهرنا في القحط والمحل، وأعطينا ما وسعنا، وتجددنا برغم الظروف الصعبة التي تعاني منها النساء.. فاحتفلنا بالحياة والحياة احتفلت بنا ..

 

شكرا مرة أخيرة