كيف كان يعلم النبى الأطفال ويلطف بهم؟

كيف كان يعلم النبى الأطفال ويلطف بهم؟

ايجى 2030 /

الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم الناس أخلاقاً، شأنه كشأن باقي إخوانه من الأنبياء والرسل المكرمين، ولقد شهد القرآن الكريم لهذا الرسول العظيم برفعة أخلاقه وسموها، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم {وإنك لعلى خلق عظيم}.

 

ولم تكن أخلاق الرسول الأعظم محصورةً على فئة قليلة من الناس ممن يعتبرون من أقرب الناس إليه؛ بل كان يعامل كل شيء بالأخلاق الرفيعة السامية، وعندما نقول كل شيء فهذا يتضمن الإنسان، والنبات والحيوان، والجماد، دون أي محدد أو قيدٍ يذكر، وبما ان أخلاقه الحميدة كانت عامه وشاملة لكل ما هو موجود على هذه الكرة الأرضية، فقد كان للأطفال نصيب عظيم من حرص ورعاية نبيهم بهم، وفيما يلي بعض أبرز جوانب معاملته للأطفال.

 

ولقد أهتم النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال، ودعا المسلمين إلى ضرورة تربيتهم وتمهيد الطُرق الصحيحة لهم، نظراً لحساسية هذه المرحلة العمرية التي ستوثر على جميع جوانب شخصيتهم في المستقبل، وقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم رؤوفاً بالأطفال ورحيماً بهم، ويدعو صحابته إلى التعامل بالمثل مع أطفالهم والأطفال الآخرين، ولو نظرنا إلى السيرة النبويّة نجد العديد من المواقف التي تتوافق مع أساليب التربية الحديثة وان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من ابتدأ بتعليم المسلمين هذه الأساليب التربوية.

 

تعليم الرسول للأطفال:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن للأطفال حقوقاً يجب احترامها ونفساً حساسةً لكل المواقف التي تتعرض لها، وأن هذه المواقف التي يتعرض لها الأطفال في صغرهم تؤثر عليهم عندما يكبرون وتصقل شخصيتهم، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يحاول تعليم الأطفال بأسلوبٍ بسيطٍ من خلال التعامل الحسن معهم وأن يكون قدوةً حسنةً لهم وأن يحث آباءهم على ذلك.

 

رحمة الرسول بالأطفال:

لقد كان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة الأطفال يتخطى جميع ما نعرفه حالياً من حقوق الأطفال وغيرها، إذ إنه عليه الصلاة والسلام كان يدرك أن هذه المرحلة من حياة الطفل هي إحدى المراحل الهامة في بناء شخصيته وأنه غير محاسبٍ فيها على أي شيءٍ يقوم بفعله.

 

وأن الأطفال لا يدركون عواقب الأمور أو نتائجها أو الطبيعة التي خلقت فيها الحياة، بل إنهم يحبون فقط من يكون بسيطاً في تعامله معهم يعاملهم على قدر فهمهم البسيط، ولهذا فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الأطفال كتعامله مع الكبار مطلقاً، بل إنه كان يستوعبهم بلطفه ويمازحهم ويلاعبهم حتى في أكثر المواقف جديه وفي أكثر المواقف التي قد تثير سخط الناس على الأطفال، فكم من مرة بال طفل على ثياب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحمله أو يلاعبه ولا يتأفق الرسول مطلقاً بل ينضح الثوب بالماء ولا يغسله، فكان عليه الصلاة والسلام رحيماً بالأطفال، فإن سمع بكاء طفلٍ في الصلاة خفف من صلاته كي يتسنّى لأمّه إسكاته.

 

معاملة الرسول الكريم للأطفال:

لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلك يقبل الأطفال، ويمسح على رؤوسهم، فقد قبل الرسول الأعظم الحسن بن علي، وهو طفل أمام الصحابي الأقرع بن حابس التميمي مما أثار استهجانه ودفعه لإخبار النبي انه لا يقبل أولاده، فاعتبر الرسول الكريم ذلك التصرف من قسوة القلب ومظهراً من مظاهر انتزاع الرحمة من القلب.

 

التعامل مع الأطفال بالرفق واللين والتحبب؛ فالحسن والحسين كانا يقفزان إلى ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم عند سجوده فما يكون منه إلا أن ينزلهما برفقٍ، وعندما يسجد أو يركع يكرران القفز، وبعد انتهاء الصلاة لا يتوجه إليهما الرسول بالزجر أو العتب واللوم؛ لإدراكه أن الطفل ينفر من الإنسان الغاضب العبوس، ويقبل على الإنسان البشوش ويتقبل منه التوجيه.

 

لقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين عن الكذب على أطفالهم واعتبر ذلك مظهراً من مظاهر التقدير والاحترام لهم ولمشاعرهم.

 

وقد كان الرَّسول يُحسن إلى الأطفال ويحملهم معه على دابته، ويحدثهم بالأحاديث النبوية المثبتة في الصحيحين، وخير مثالٍ على ذلك عبد الله بن العباس رضي الله عنهما.

 

مجالسة الأطفال في مجالس الكبار؛ ليتعلموا منها الحكمة، وكيفية التصرف في المواقف والشدائد، كما أنّ ذلك يحفزهم على تقليد الشخصيات البارزة في تِلك المجالس، والتي تتصف بالحكمة والشجاعة والمروءة.

 

مشاركةُ الأطفال ألعابهم، واهتماماتهم، ومشاكلهم، ومخاوفهم وأفكارهم.

 

أن المساواة بين الأطفال سواءً في البيت أو خارجه، والرأفة بحالهم وحملهم إن عجزوا عن السير، كما حمل عليه السَّلام الحسن والحسين عندما رآهما يسيران ويتعثّران.

 

ومن أهمها تَجنبُ الضرب المبرح للطفل، وخاصة على الوجه؛ فهذا منهي عنه بأمر النبي الكريم.