فاروق جويدة: الخيانة أنواع    

فاروق جويدة: الخيانة أنواع    

الخيانة أنواع، هناك خيانة الجسد..وهناك خيانة الروح وهناك أيضا خيانة الذكرى وهذه الخيانات أسوأ أنواع القتل فى دنيا المشاعر..كلنا يعرف خيانة الجسد وهى قد تكون مجرد نزوة عابرة سرعان ما تجئ ثم تختفى وهى من أقسى الأشياء التى تعذب الضمير وقد لا يواكبها حب أو مشاعر وهى تنتشر كثيرا فى عالم الرجال، لأن المرأة عادة لا تقبل على نفسها أن تكون مجرد لحظة فى حياة الرجل.. من الصعب أن تقبل المرأة أن تكون مجرد نزوة فى حياة الرجل..

 

وهناك خيانة الروح وهى من أصعب اللحظات فى حياة الإنسان أن يجد نفسه سجينا فى مشاعر لا تجدى وأن يجد حياته وكيانه مجرد طيف فى حياة امرأة، وللأسف أن خيانة الروح تنتشر أكثر فى عالم المرأة أن تتزوج رجلا لا تحبه، بينما هناك رجل آخر سكن وجدانها منذ زمن بعيد أن تفرض عليها الأقدار والظروف والواقع الاجتماعى أن ترتبط بإنسان يحملها إلى سجن صغير يسمى الحياة الزوجية بينما كانت تعيش فى زمن آخر مع إنسان أحبته يوما وخيانة الجسد عادة من نصيب الرجال، أما خيانة الروح فهى نتاج واقع اجتماعى وإنسانى مؤلم وما أكثر ضحاياه فى حياة الكثيرين من البشر..

 

وكل الناس يشتركون فى خيانة الذكرى لأنها لحظة لا تملك فيها الرفض أو القبول، أن تجد نفسك محلقا بعيدا عن كل ما يحيط بك وانت تسمع أغنية صافحتك يوما وبقيت ذكرى عزيزة، أو مكان عدت إليه بعد أن فرقت الأيام بينكما وتطل رفيقة اللحظة من بعيد وتأخذك من كل ما حولك..وهذا النوع من الخيانة من المشاعر القدرية فى حياة الإنسان لأنك لا تملك أن تقصيه بعيدا ولا تستطيع أيضا استرجاعه..

 

إنه لحظة تسكن القلب بعيدا ويتصور الإنسان أنها رحلت وفجأة تقتحم حياته من جديد كخيال عابر..وإذا كان الإنسان يملك جسده ويستطيع أن يمنعه من نزوة عابرة أو أن يحرر روحه من أثر مشاعر عاشها فإن الذكرى بلا ميعاد إنها تقتحم حياتنا فجأة وبلا استئذان ونحن لا ندرى لماذا عادت وكيف عادت..إنها مجرد طيف قد لا نراه دائما ولكنه يسكننا فى كل الأحوال . نقلا عن صحيفة الاهرام