.. خلص الكلام !

.. خلص الكلام !

بقلم : محمد نجم

تحمست.. وهتفت «الله أكبر فوق كيد المعتدي»، عندما استمعت للبيان الأول للمتحدث العسكري ببدء المواجهة الشاملة من قواتنا المسلحة، بالتعاون مع الشرطة، على العناصر الإرهابية على أرض مصر.. خاصة فى سيناء العزيزة.

فقد صبرنا طويلًا.. على تلك العناصر الضالة ومن وراءها، وتحدثنا كثيرًا فى جميع المحافل الدولية والمناسبات المحلية وكشفنا بالتفصيل أن الإرهاب سوف يطال الجميع.. وحذرنا مرارًا بضرورة التصدي ووقف التمويل والإيواء والتسليح والعلاج.

وبدا الأمر وكأننا نكلم أنفسنا.. بعدما اصطنع هؤلاء الممولون والداعمون أذنًا من طين وأخرى من عجين.. وأغمضوا أعينهم عما يجري.

إذن، خلص الكلام.. وأعلنها الرئيس واضحة جلية: «سوف نستخدم القوة الغاشمة» للدفاع عن أنفسنا وتطهير أرضنا ممن استباحوا دماءنا عن عمد وجهل.

نعم.. فالسيف أصدق أنباء من الكتب، حيث فى حدِّه الحدّ بين الجد واللعب.. كما قال شاعرنا العربى القديم، وقد كان.. وبدأت المواجهة الحاسمة، وتساقط الإرهابيون صرعى.. وقُبض على الأحياء منهم، ودُمرت أوكارهم ومعداتهم.

واكتشفنا أنهم ليسوا إلا «فئران» هائمة على وجهها فى صحراء سيناء، وعرضت المواقع الإخبارية وشاشات الفضائيات بعض من قُبض عليهم، وهالني منظرهم وهيئتهم المخيفة «العكرة».. هؤلاء الخوارج على كل دين وملة هم رافعو رايات الإسلام؟!

وكانت دهشتي كبيرة وأنا أشاهد أحد الأفلام المعروضة على الفيس بوك، حيث تمكن أبناء سيناء المخلصون من القبض على بعضهم وسألوهم: من أين أنتم؟ ولماذا أتيتهم إلى هنا؟

وكانت إجابتهم أنهم من اليمن والمغرب وتركيا وبعض البلاد العربية الأخرى.. وأن قيادتهم هي التي كلفتهم بذلك!

ألم يعلم هؤلاء القادة المزعومون، وهؤلاء المرتزقة المكلفون، أنهم جاءوا إلى مصر.. إلى حتفهم؟!

ألم يعلموا أن مصر قاهرة الغزاة؟ ألم يقرأوا التاريخ؟ ألا يعلمون ماذا حدث للتتار والصليبيين والفرنسيين والإنجليز.. وكل ما طاوعته نفسه بالهجوم عليها؟

فكيف لمثل هؤلاء الجرذان أن يتجرأوا ويعيثوا فى أرضنا فسادًا، ينهبون أموالنا ويقتلون أبناءنا بحجة أننا كفرة ووجب قتالنا.

مصر بلد الأزهر.. والمصريون الذين صدروا علوم القرآن للبلد الذى نزل فيه القرآن.. كفرة يا أولاد الأبالسة.. وماذا عن بلادكم التي جئتم منها؟!

نعم إن شر البلية ما يضحك.. هؤلاء الجهلة المرتزقة والذين أتوا من بعض البلاد التى تبيح الدعارة مثل تركيا يرفعون فى وجوهنا نحن المصريين رايات الدين!

 

يا أيها الأغبياء.. لا علاقة لكم بالدين.. وإنما أنتم مجرمون معتدون.. استخدمكم البعض لأغراض تغيب عن عقلكم القاصر.

فقد «صعب» على البعض أن نخرج سالمين مما خدعوا به البعض الآخر.. تحت شعار ثورات الربيع العربى، وليس ذلك فقط.. بل إننا أفشلنا مؤامراتهم فى شرق أوسط جديد، يدمرون فيها بلادنا.. ويستولون بسببه على ثرواتنا، فاستخدموكم فى محاولة لإرباكنا، ولكن هيهات.. فماذا تفعل النملة مع الفيل؟ وماذا يفعل الفأر مع الأسد؟!

لقد زأر جيشنا فى وجهكم.. فارتعدت مفاصلكم وتساقطتم فُرادى وجماعات.

نعم.. خلص الكلام.. وسوف نجهز عليكم تمامًا، كما سنصل لداعميكم ومموليكم.. فقد آن أوان الحساب وسوف يسددون الكثير من الفواتير المؤجلة.

نعم سوف نحمى أرضنا، وندافع عن شرفنا، ونأخذ بثأر من استشهد من أبنائنا منكم وممن يقف خلفكم.

أما حكاية «الإرباك» فتلك نكتة لا محل لها، فنحن مستمرون فى إعادة البناء، وإن كنتم عميتم، فمن أسبوع لآخر نفتتح مشروعا جديدا.. مصنعًا.. أو طريقًا.. أو مزرعة.. أو مستشفى.. إلخ.

وفى ذات الوقت سوف نكمل العرس الديمقراطي بإتمام الانتخابات الرئاسية وانتخابات الرئيس ليكمل مدته الثانية ليواصل ما بدأه فى مدته الأولى، من إعادة البناء فى كافة المجالات.

وبهذه المناسبة.. يستفزنى جدًا بعض ما يجري في الإعلام أو فى الشارع السياسى.. كما يقولون.

فبعض الإخوة المذيعين فى القنوات الخاصة.. يظهرون وكأنهم مغيبون عما يجري.. لقاءات تافهة وبرامج خايبة.

وبعض الإخوة الذين دخلوا الملعب السياسي مؤخرًا.. بصفة الهواة غير المحترفين.. أثاروا من الأقاويل والأفعال ما يحزن ويخجل فى ذات الوقت.

ومنهم هذا المستشار المنفلت اللسان الذي جنى على نفسه وعلى أسرته.. وجعل الجميع بمن فيهم أصدقاؤه يتبرأون منه ومن فعلته.

ولست أعلم دوافعه من التهديد الذي أعلنه على قناة وموقع يكنّ كل العداء لمصر وشعبها!

لقد أثلج د. سمير سامي عنان صدري.. بعدما استمعت لمداخلته الصوتية مع إحدى القنوات.. نافيًا ما ادعاه جنينة، ومكذبًا إياه، مؤكدًا أن مزاعمه لا أساس لها من الصحة.. مشددا على أن مصر دولة مؤسسات.. وكل ما يحدث فيها معلن وواضح.. وإنما هى «أجندات» يريد البعض تنفيذها مع علمه التام أنها مستحيلة التنفيذ! نقلا عن روزاليوسف