اختلفوا مع النظام كما تشاءون.. لكن ادعموا الجيش 

بقلم ـ عماد الدين حسين :

أن تختلف مع الحكومة والرئيس والنظام بأكمله فهذا من حقك الكامل، لكن يفترض حين يخوض جيشك المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين، فالمفترض أن تؤيده وتشد من أزره وإن لم تفعل ذلك، فعلى الأقل عليك التزام الصمت.

 

اختلف مع النظام كما تشاء، بل يمكنك أن تتخذ موقفا من الدور المتصاعد للجيش فى الاقتصاد، ومن حقك ايضا ان تختلف بشأن افضل الطرق للقضاء على الارهاب، لكن حينما يواجه هذا الجيش الإرهابيين أعداء الدين والإنسانية، فلا يوجد حياد.

 

الداعشى يكفر القاعدى والإخوانى، وكل المجتمع وبالتالى فلو أن هذا «التكفيرى» تمكن ــ لا قدر الله ــ من السيطرة على المجتمع، فسوف يسحق ويقتل ويحرق الجميع وبالتالى فلا عذر بالمرة لأى شخص يلتزم الحياد فى هذه المعركة أو يبحث عن أى مبررات لهؤلاء الإرهابيين تحت حجج مختلفة.

 

مع بدء العملية «سيناء ٢٠١٨» انقسم المعارضون للحكومة والنظام إلى ثلاثة أنواع:

 

الأول شديد الاحترام، يعلن اختلافه مع النظام فى معظم المواقف، لكنه مع ضرورة التصدى للإرهاب والإرهابيين ومن بين هؤلاء الدكتور عمرو حمزاوى، والكاتب الصحفى أنور الهوارى وكثيرون غيرهما.

 

الهوارى كتب أكثر من مرة على صفحته على فيس بوك مع بداية المعركة يقول:

 

«الجندى ابنك والإرهابى عدوك» و«لا تفقد البوصلة حتى لا تفقد التمييز، وتختلط عليك الأمور رغم وضوحها الساطع»، وكتب أيضا: «مع جيشنا حتى القضاء على آخر إرهابى»، وكتب: «أؤيد بكل قوة حربنا العادلة على داعش والقاعدة وتطهير بلدنا من بؤرها وأوكارها أينما وجدت فى سيناء، أو فى أى مكان آخر من أرضنا العزيزة.

 

حربنا عادلة ومشروعة على أى مقياس أخلاقى أو سياسى أو وطنى».

 

يقول الهوارى أيضا: «الجيش يحارب عدوا واضحا وضوح الشمس فى عداوته، داعش والقاعدة وحسم ومن على شاكلتهم، ممن يقتلون الجنود، ويسقطون الطائرات، ويفجرون الكنائس، والجوامع فوق أشلاء من فيها من ناسكين وعابدين، الجيش يخوض حربا عادلة بكل المقاييس».

 

«تنظيف مصر من مخاطر الإرهاب هدف مشروع وطنيا وسياسيا وأخلاقيا وحضاريا.. قلبى مع كل جنودنا الأبرار حفظهم الله ونصرهم وردهم إلينا غانمين سالمين».

 

النوع الثانى من فضل الصمت، وتوارى مؤقتا، أو انسحب إلى الكتابة فى الرياضة والفن ومجالات أخرى، ولا يمكن أن نلوم هؤلاء بأى شكل من الأشكال.

 

النوع الثالث هو الأسوأ على الإطلاق، حيث كان كل همه التشكيك فى المعركة الراهنة، ودوافعها بكل الصور والأشكال.

 

هذه المعركة كشفت أن هذا النوع خلافه ليس مع الحكومة أو الرئيس أو حتى مع النظام، بل مع البلد بأكملها، وفى سبيل أن يثبت أن وجهة نظره صحيحة، فهو لا يمانع أن ينهزم جيشه وبلده أمام هؤلاء الإرهابيين.

 

هؤلاء بدورهم صنفان ــ وبالطبع سيكون الحديث من دون أسماء ــ الأول سادر فى غيه ويساوى بين الجيش والإرهابيين وكأنهم فى منزلة أخلاقية واحدة، ويتحدث عن جيش بلاده وكأنه يتحدث عن جيش الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية!!

 

والنوع الثانى يقول أنا ضد الإرهابيين، لكن العملية ليست للقضاء عليهم، بل لدعم السيسى مع الانتخابات، أو للتغطية على صفقة القرن والقرارات الأحادية الكارثية، أو أن هذه الحرب، سوف تتسبب فى قمع الحريات خصوصا حرية التعبير والصحافة والإعلام.

 

مرة أخرى وليست أخيرة من الطبيعى الاختلاف مع سياسات واستراتيجية الحكومة فى مقاومة الإرهاب ومواجهته وقد فعلت شخصيا ذلك فى هذا المكان أكثر من مرة.

 

ويمكن انتقاد العديد من السياسات التى أدت إلى كوارث مثل حادث الواحات قبل شهور، لكن حينما يخوض الجيش والشرطة المعركة فعلينا أن نقف خلفهما، وبعد نهاية المعركة يكون الحساب والتقييم. أو حتى الانتقاد بدافع التحسين والتجويد والنجاح فى المهمة، وليس تصيد الأخطاء بحثا عن أى شىء يضعف الروح المعنوية للجنود والمجتمع بأكمله خلال المعركة.