التكنولوجيا وعقول أطفالنا

التكنولوجيا وعقول أطفالنا

بقلم : جورج أنسي

تأتى الإجازات محملة برياح التكنولوجيا الحديثة، وما تحمله إلينا من توقف عقول أطفالنا عن الاستمتاع بالحياة والوقوع أسرى لأحد الأجهزة الإلكترونية، التى تعزلهم عن الحياة وتوقف اتصالهم بالعالم الخارجى، وعلى رأسه الأهالى الذين يفشلون تمامًا فى صدهم، للخروج من هذا التوحد، وتلك الأسر مع جهاز لا يرحم وألعاب لا تفيد!

 

 

وليس من شك أن جميعنا يواجه تلك الأزمة بصورة أو بأخرى مع أبنائه، حتى بات الأمر مزعجًا ومثيرًا للاستفزاز والحنق مع رغبة دفينة فى تكسير كل ما هو مرتبط بالتطور التكنولوجى، وما يمثله من تدمير لأبنائنا وهم فى مقتبل حياتهم.

 

 

وأمس  بدأت كل من “California State Teacher’s Retirement System”و”Jana Partners” – وهما صندوقان استثماريان يملكان ما مجموعه ملياري دولار أمريكى من أسهم شركة  “آبل ماكنتوش” الشهيرة – بممارسة الضغوط على الشركة العملاقة لتنفيذ خطوات لمعالجة الآثار المترتبة على الصحة العقلية للأطفال جراء الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

 

 

واستدل المستثمرون بعدد من الدراسات التي تشير إلى التأثيرات الناجمة عن الإدمان أو الإفراط  فى استخدام  الأطفال للهواتف الذكية، ومن ضمنها قلة التركيز في الحصص الدراسية وعدم الحصول على نومٍ كافٍ وارتفاع احتمالات الإصابة بالكآبة التي قد تؤدي للانتحار.

 

ودعا صاحبا الأسهم – فى رسالة علنية عبر الإنترنت- شركة “آبل” إلى أن  تكون مثالًا يُحتذى به فيما يتعلق بواجبات  شركات التكنولوجيا العملاقة تجاه حماية  زبائنها ” الأصغر سناً”.

 

 

 

كما طالبا الشركة بإضافة ازرار تحكم أكثر تعقيداً للأهالي في الأجهزة التي تنتجها، وذلك للحد من الوقت الذي يستهلكه الأطفال وهم ممسكون بها، وأضافا فى  الرسالة أن “آبل” يمكنها أن تلعب دوراً محوريًا فى حماية الأطفال حرصًا  على صحتهم العقلية والنفسية وتحصيلهم العلمى.

 

 

ودعت الرسالة إلى توفير المزيد من الخيارات في أزرار التحكم المخصصة للأهالي عبر أجهزة الشركة، والتي لا تزال حتى الآن  توفر أحد خيارين ، إما إقفال الأهالي للأجهزة كلياً، أو إتاحة المجال أمام الأطفال في الدخول لجميع الأدوات عند تشغيل الأجهزة.

 

 

وهذة ليست المرة الأولى التى يتم فيها مطالبة الشركات العملاقة بمراعاة الأطفال كفئة أساسية من رقعة مستخدميها، إذ قدمت من قبل “فيس بوك” تطبيقً “ماسنجر” المخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 10 أعوام ..

 

وهو ما يؤكد أنه على قدر ما تقدمه هذه الشركات العملاقة من أجهزة إلكترونية متطورة تفيد البشرية، فإنها مطالبة أيضًا بدور اجتماعى تجاه جميع فئات المجتمع فى مقابل ما جنته من أرباح طائلة باستثماراتها والتى وصلت مثلًا بالنسبة لشركة “آبل” العملاقة لحوالي ٩٠٠ مليار دولار أمريكى.

 

 

فمتى يعود رجال الأعمال فى مصر .. أصحاب الأموال الطائلة، فى القيام بدورهم الاجتماعى، نظير ما حققوه من أرباح وأموال طائلة؟!سؤال  أرجو أن تكون إجابته حاضرة سريعًا على أرض الواقع. نقلا عن روزاليوسف