عماد الدين حسين :ما الجديد فى سيناء؟

عماد الدين حسين :ما الجديد فى سيناء؟

فكرت أن أكتب مقالا عنوانه «حان وقت تغيير الاستراتيجية فى سيناء»، ثم تذكرت أننى كتبت أكثر من مقال تحت هذا العنوان، وربما فى كل مرة وقع حادث إرهابى نوعى كبير!!.

 

هذا الشعور داهمنى وأنا أتابع الحادث الإجرامى، باستهداف مطار العريش يوم الثلاثاء، واستشهاد ضابط وإصابة اثنين آخرين، وإلحاق تلفيات بطائرة هليوكبتر.

 

الأخطر أن الحادث وقع خلال، أو بعد، وجود الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية فى المكان.

 

الإرهاب النوعى فى مصر بدأ بعد ساعات قليلة من سقوط جماعة الإخوان من الحكم فى 3 يوليو 2013، ولمن لا يتذكر، فإن الإرهابيين استخدموا أسلحة نوعية ضد المنشآت الحيوية فى شمال سيناء، ومنها ــ على ما أتذكر ــ مطار العريش وأقسام الشرطة ومديرية الأمن فى عمليات هجوم شاملة يوم 4 يوليو 2013.

 

وما بين التاريخين، أى سقوط الجماعة وحادث مطار العريش الثلاثاء، شهدنا عمليات نوعية كثيرة، وفى كل مرة كان كثيرون يتحدثون عن ضرورة تغيير الاستراتيجية أو المسار أو طريقة المعالجة، لكن لم يتغير شىء كبير حتى الآن.

 

شهدنا تغييرات فى القيادات على الأرض فى شمال سيناء وعموم سيناء والمناطق المحيطة بها، ولم تكن التغييرات مقصورة على الأشخاص بل على تشكيل القطاعات، لكن لم نرَ أيضا نتيجة عملية كبيرة حتى الآن.

 

السؤال: ما العمل؟!

 

أظن أن هذا السؤال محل نظر فى العديد من الهيئات والمؤسسات والأجهزة والوزارات. والمؤكد أن هذه الجهات رصدت العديد من الثغرات وجوانب القصور التى يفترض أن يتم معالجتها.

 

بما أننى لست خبيرا عسكريا أو استراتيجيا، ولا أستطيع أن أفتى بغير علم فى الأمور العملياتية، فإننى أتمنى أن تعيد الحكومة وسائر أجهزتها النظر فى جميع جانب تعاملها مع أهالى سيناء وليس مع الإرهابيين.

 

أسمع كثيرا من بعض الأهالى فى سيناء انتقادات لبعض جوانب الحكومة معهم، وأسمع عن إشادات لجوانب إيجابية.

هناك سباق محموم بين الحكومة والدولة وكل المجتمع، وبين الإرهابيين على من يكسب عقول وقلوب أهالى سيناء.

 

بالطبع أدرك أن الحكومة ستقول إنها لا تقصد أن تخسر ثقة أهالى سيناء.. لا أحد يشكك فى النوايا، لكن التشكيك الكبير فى طريقة العمل التى تقود إلى أن الحكومة تخسر الكثير من تعاطف المواطنين.

 

كتبت وكتب غيرى عن ممارسات تتم فى سيناء، وتقود للأسف الشديد إلى وجود إحباط بين المواطنين.

 

على سبيل المثال الكمائن التى يظل فيها المواطنون عالقين لساعات، علما بأن الإرهابيين لن يسلكوا هذه الطرق، لا نطالب بوقف الكمائن، ولكن التفكير فى طرق وأساليب مختلفة، بحيث لا تتحول إلى وسيلة لتعذيب المواطنين.

 

أيضا التأخر المستمر فى وصول بعض المواد التموينية إلى مدن وقرى شمال سيناء وكذلك المياه والكهرباء، ناهيك عن الانقطاع المستمر للاتصالات الهاتفية.

 

هناك أيضا طريقة تعامل بعض المسئولين والموظفين مع أهالى سيناء بصورة صعبة وجافة وأحيانا متعالية، ثم هناك أيضا طول وقت انتظار أهالى سيناء فى معديات القناة لساعات، وهذه المشكلة يفترض أن تنتهى قريبا إن شاء الله بعد افتتاح الأنفاق.

 

كل ما سبق يستغله الإرهابيون أسوأ استغلال للإيحاء للمواطنين، بأنهم أقرب إليهم من الحكومة، الأمر الذى يوفر للإرهابيين حاضنة اجتماعية تتيح لهم التحرك والانتشار والاختفاء تحت سمع وبصر بعض المواطنين، بل وربما مساعدة بعضهم، والأخطر إتاحة الفرصة للإرهابيين لتجنيد المزيد من الشباب.

 

حينما تنجح الحكومة فى كسب ثقة كل أو غالبية المواطنين فى سيناء، سوف يفقد الإرهابيون 95% من عوامل قوتهم.