180 مليون طفل يواجهون آفاقاً أكثر كآبةً من آبائهم – اليونيسف

180 مليون طفل يواجهون آفاقاً أكثر كآبةً من آبائهم - اليونيسف

ايجى 2030 /

رغم التقدم العالمي، يعيش 1 من كل 12 طفلاً في مختلف أنحاء العالم في بلدان حيث الآفاق المستقبلية لهم اليوم أسوأ من تلك التي كانت لوالديهم، وفقاً لتحليلٍ أجرته اليونيسف بمناسبة اليوم العالمي للطفل.

 

وفقاً للتحليل، يعيش 180 مليون طفل في 37 بلداً حيث من المُرجّح أن يعيشوا في فقر مُدقِع، أو أن يَتركوا المدرسة، أو أن يُقتَلوا بسبب العنف – مقارنةً بالأطفال الذين عاشوا في تلك البلدان منذ 20 عاماُ.

 

“بينما شهد الجيل الماضي مكاسب كبيرة وغير مسبوقة في مستويات المعيشة بالنسبة لمعظم الأطفال في العالم، فإن حقيقة استبعاد أقلّية منسيّة من الأطفال من ذلك – دون جريرة ارتكبوها هم أو أسرهم – تُعدّ مهزلة” بحسب لورانس تشاندي، مدير اليونيسف للبيانات والبحوث والسياسات.

 

يُحيي اليونيسف اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل، من خلال فعاليات “استحواذ” عالمية من قِبَل الأطفال، وأحداث بارزة، وغيرها من أنشطة الأطفال في أكثر من 130 بلداً لإعطاء الأطفال منابرهم الخاصة بهم للمساعدة في إنقاذ حياة الأطفال، والنضال لنيْل حقوقهم وتحقيق إمكاناتهم.

 

“إن أمل كل الوالدين، في كل مكان، هو توفير فرص أكبر لأطفالهم مقارنةً بما تمتعوا به هم عندما كانوا صغاراً. وفي هذا اليوم العالمي للطفل، ينبغي علينا تقييم كيف أن عدداً كبيراً من الأطفال يرون – بدلاً من ذلك – فرصَهم تضيق وآفاقَهم تتقلص.” يضيف تشاندي.

 

ومن خلال تقييم آفاق الأطفال في الانعتاق من الفقر المُدقِع، وتحصيل التعليم الأساسي، وتجنّب الموت بسبب العنف، يكشف تحليل اليونيسف عن ما يلي:

 

زادت نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولاراً في اليوم في 14 بلداً، منها بنن، والكاميرون، ومدغشقر، وزامبيا، وزمبابوي. وتُعزَى هذه الزيادة في معظمها إلى الاضطرابات، أو الصراعات، أو سوء الحوكمة.

 

انخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في 21 بلداً، بما في ذلك سوريا وتنزانيا، بسبب عوامل مثل الأزمات المالية، والنمو السكاني السريع، وأثر الصراعات.

 

ازدادت حالات الوفيات من جرّاء العنف بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة في سبعة بلدان هي: جمهورية أفريقيا الوسطى، والعراق، وليبيا، وجنوب السودان، وسوريا، وأوكرانيا، واليمن – وجميعها بلدانٌ تعاني من صراعات كبيرة.

 

شهدت أربعة بلدان – هي جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا واليمن – تراجعاً في أكثر من مجال من المجالات الثلاثة التي خضعت للتقييم، بينما شهد جنوب السودان تراجعاً في المجالات الثلاثة جميعاً.

 

ويقول تشاندي: “في زمن التغيّر التقني السريع الذي أدّي إلى مكاسب هائلة في مستويات المعيشة، من المفارقة أن يُعاني مئات الملايين من البشر من تدهورٍ فعليٍ في مستويات معيشتهم، مما يخلق بينهم شعوراً بالظلم، كما يورث إحساساً بالفشل لدى أولئك الذين عُهِدَ إليهم برعايتهم.” ويضيف قائلاً: “لا عجب أنهم يشعرون بأن اصواتهم غير مسموعة ومستقبلهم غير مضمون.”

 

كما أظهرت دراسة مسحية منفصلة أجرتها اليونيسف على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9-18 سنة في 14 دولة – تصدُر اليوم أيضاً – أن الأطفال يشعرون بقلقٍ عميق إزاء القضايا العالمية التي تؤثر على أقرانهم وعليهم شخصياُ، بما في ذلك العنف، والإرهاب، والصراعات، وتغيّر المناخ، والمعاملة غير العادلة للاجئين والمهاجرين، والفقر.

 

وتشمل النتائج الرئيسية لتلك الدراسة المسحية ما يلي:

 

أفاد نصف الأطفال في جميع البلدان الـ 14 بأنهم شعروا بأنهم محرومون من حقوقهم، وذلك عندما سُئلوا عن شعورهم عندما اتُّخِذت قراراتٌ تؤثر على الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

 

الأطفال في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة هم الأكثر شعوراً بالحرمان من حقوقهم، حيث أعرب 73% و 71% منهم على التوالي عن شعورهم أن أصواتهم لا تُسمع على الإطلاق، أو أن آراءهم لا تؤدي إلى إحداث أي تغيير على أي حال.

في المقابل، أفادت الدراسة أن الأطفال في الهند يشعرون بأنهم الأكثر تمكّناً، إذ اعتقد 52% منهم أن أصواتهم مسموعة ويمكن أن تساعد بلدهم، وأن آراءهم يمكن أن تؤثر على مستقبل بلدهم.

 

حدّد الأطفال في جميع البلدان الـ 14 الإرهاب، وسوء التعليم، والفقر كأهم القضايا التي يريدون من القادة اتخاذ إجراءات بشأنها.

 

في جميع البلدان الـ 14، كان العنف ضد الأطفال هو أكبر مصدر للقلق، حيث أفاد 67% منهم أنهم يقلقون كثيراً. كان الأطفال في البرازيل ونيجيريا والمكسيك هم الأكثر قلقاً بشأن العنف الذي يمس الأطفال، حيث أن 82% و 77% و 74% منهم على التوالي يقلقون كثيراً حول هذه المسألة. الأطفال في اليابان هم الأقل احتمالاً لأن يقلقوا، حيث أفاد أقل من ربع الأطفال الذين شملتهم الدراسة (23%) أنهم يقلقون كثيراً.

 

يشعر الأطفال من جميع البلدان الـ 14 بالقلق على قدم المساواة إزاء الإرهاب وسوء التعليم، حيث أفاد 65% من جميع الأطفال الذين شملتهم الدراسة بشعورهم بالقلق إزاء هذه المسائل. كان الأطفال في تركيا ومصر هم الأكثر عُرضةً للقلق من أن يؤثر الإرهاب عليهم شخصياً، وذلك بنسبة 81% و 75% على التوالي. وعلى النقيض من ذلك، كان الأطفال في هولندا هم الأقل قلقاً من أن يؤثر الإرهاب عليهم مباشرةً، وذلك بنسبة 30% فقط. كان الأطفال في البرازيل ونيجيريا هم الأكثر قلقاً بشأن تدنّي نوعية التعليم أو عدم حصولهم عليه، حيث أفاد أكثر من 8 من كل 10 أطفال بشعورهم بالقلق من أن ذلك يؤثر على الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

 

يُعاني حوالي 4 من كل 10 أطفال في جميع البلدان الـ 14 من القلق إزاء المعاملة غير العادلة للأطفال اللاجئين والمهاجرين في مختلف أنحاء العالم. الأطفال في المكسيك والبرازيل وتركيا هم على الأرجح الأكثر قلقاً بشأن المعاملة غير العادلة للاجئين والمهاجرين الأطفال في مختلف أنحاء العالم، حيث أعرب ما يقرب من 3 من كل 5 أطفال مكسيكيين عن مخاوفهم، يليهم أكثر من نصف الأطفال في كلٍّ من البرازيل وتركيا. ويشعر حوالي 55% من الأطفال في المكسيك بالقلق من أن ذلك سيؤثر عليهم شخصياً.

 

كما أظهرت الدراسة أن ما يقرب من نصف الأطفال (45%) في الـ 14 بلداً لا يثقون في البالغين وقادة العالم في اتخاذ قرارات جيدة بالنسبة للأطفال. البرازيل كان لديها أعلى نسبة من الأطفال الذين لا يثقون بالقادة (81%)، تليها جنوب أفريقيا بنسبة 69%. أعرب الأطفال في الهند عن أكبر قدر من الثقة في قادتهم، حيث بلغت نسبة الأطفال الذين لا يثقون فيهم 30% فقط.

 

باراك أوباما، وكريستيانو رونالدو، وجستن بيبر، وتايلور سويفت هي الشخصيات الأكثر شعبية لدى الأطفال لدعوتهم إلى حفلة عيد ميلادهم، حيث حلّ الرئيس السابق للولايات المتحدة ضمن المراكز الخمسة الأولى في 9 من الـ 14 بلداً. كانت مشاهدة التلفزيون الهواية المُختارة رقم واحد في 7 من الـ 14 بلداً.

اليوم العالمي للطفل هو يومٌ “للأطفال، وبالأطفال”، حيث سيتولّى الأطفال من مختلف أنحاء العالم مهاماً رئيسية في مجالات الإعلام، والسياسة، وقطاع الأعمال، والرياضة، والترفيه لإبداء مخاوفهم إزاء ما ينبغي على قادة العالم التركيز عليه، وللتعبير عن دعمهم للملايين من أقرانهم الذين يواجهون مستقبل أقلّ إشراقاً.

 

“يدور يوم الطفل العالمي حول الاستماع إلينا وإعطائنا الفرصة لإبداء رأينا في مستقبلنا. ورسالتنا واضحة: إننا بحاجة للتعبير عن أنفسنا، وعندما نفعل ذلك، ينبغي على العالم أن يُنصِت،” بحسب جادن مايكل، 14 سنة، طفل ناشط ومُناصر باليونيسف.