ذكرى إسترداد الكرامة المصرية !!

ذكرى إسترداد الكرامة المصرية !!

بقلم : د. حماد عبدالله

منذ أربعة وأربعون عاماَ ، عشتهم مثل أغلبية المصريين الذين يعيشون اليوم ( أطال الله أعمارهم ) فى الخير !! ولكن الأغلب الأخر ، ومن هم فى سن الخمسون ، لم يعوا ولم يدركوا أحداث هذا اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 ، وما قبله بست سنوات 5 يونيو 1967 ، إلا ما يعرض عليهم على شاشات التليفزيون والسينما ، وما يكتبه المؤرخون ، وأصحاب أعمدة الرأى فى صفحات جرائدنا ، وقليل جداَ من هؤلاء الشباب الذين يتابعون أو يهتمون بتلك المنشورات أو حتى تلك الرؤى السينمائية ، وجميعها فى رأيى لا تمثل جزء من مائة من الحقيقة أو الواقع الذى عشناه ، للأسف الشديد ، لذلك نجد أن كل من عاش هذه الأحداث ، بتحليل موقفة وتصرفاته ، وبنيته الإنسانية ، نجدها جميعها ، تشحن صاحبها بقدرة هائلة من الإنتماء لهذا الوطن ، وقدرة هائلة من الحب ومن الخوف على البلاد ، وعلى مستقبلها ، ونتذكر الماضى بحزن شديد ،كلما خاب تصرف معاصر ،منافى لروح أكتوبر العظيم ، أو غير مكترث بمصيبة مصر جميعها مساء يوم خمسة يونيو 1967 ، حينما أصيب شعب مصر جميعه بالإكتئاب ، وبالخوف وإحساسنا بفقدنا لكرامتنا ، وفقدنا فى هذا اليوم إحساسنا بمصريتنا ، فقط لمدة ثلاثة أيام ، أصيب الشعب المصرى بعدم الإتزان ، حتى خرج علينا ” جمال عبد الناصر ” ( رحمه الله ) ليتنحى معلنا الهزيمة ، فرفض الشعب كله الهزيمة ، وخرج عن بكرة أبيه مطالباَ جمال عبد الناصر ، بالمكوث فى منصبه حتى نعيد الأرض ، وننتصر ، ولكن مع شىء أخر إختلفت فيه كل الظروف وتعقدت فيه كل النظريات ، خرج شباب الجامعات يوم 18 يناير 1968 ضد أحكام صدرت للمسئولين عن الهزيمة ونادوا لأول مرة بسقوط مراكز القوى بل وصلت الهتافات تهتف بسقوط جمال عبد الناصر ( نفسه ) ، الذى طالبناه منذ شهور قليلة يوم 9 يونيو 1967 بالإستمرار فى الحكم ، خرجنا نهتف ضده ، وضد أنور السادات ، الذى كان يتولى رئاسة مجلس الأمة ( مجلس النواب حالياَ ) !! ودخل مئات من الشباب إلى سجن القلعة وكنت أحدهم ، وخرجنا جميعنا مع بيان 30 مارس 1968 ، الذى صحح الأوضاع ، ومات أو قتل أو إنتحر عبد الحكيم عامر  ( رحمه الله ) ، حتى يبدأ الجيش المصرى تحت قيادة جمال عبد الناصر شخصياَ ومحمد فوزى ( الله يرحمهما ) بإعادة البناء ، وبدأت فوراَ حرب الأستنزاف بضرب المدمرة إيلات فى عرض البحر الأبيض المتوسط ، ( وموقعة رأس العش ) فى بور فؤاد ، التى أعادت الكرامة والثقة لقواتنا المسلحة التى إستعدت إستعداداَ باهراً- وبرحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 ، والخطة الحربية”جراميت” جاهزة للتحرك وإسترداد الأرض والكرامة ، جاء محمد أنور السادات ( رحمه الله ) وبجانبه المشير أحمد أسماعيل ( رحمه الله ) و اللواء عبد الغنى الجمسى ( رحمه الله ) “واللواء الماحى” رحمه الله وسعد الدين الشاذلى          ( رحمه الله ) ومحمد حسنى مبارك ذراع مصر الجوية أطال الله عمره ، لكى ترسم أبتسامه على وجة الوطن لأول مرة فى التاريخ المعاصر ، إبتسامة ظلت على وجوه المصريين منذ الساعة الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973 وحتى صدور هذه الكلمات فى روزا اليومية – أدام الله علينا النصر ، وأبقى لنا أعزائنا الأبطال وعلى رأسهم القوات المسلحة المصرية ونتذكر فى هذا اليوم العظيم شهدائنا وعلى رأسهم الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات !!