حسن المستكاوي:هل يشجع جمهور الزمالك.. الأهلى؟ 

** قال المسئولون فى النادى الأهلى: «سنطلب من الأمن حضور 60 ألف متفرج فى مباراة العودة للدور قبل النهائى.. الأهلى الآن يمثل مصر، ولابد من تكاتف كل الجهود ووقوف الجميع خلف الفريق».

 

** كم مرة سمعت وقرأت مثل هذا الكلام لو كان عمرك 20 سنة وكم مرة سمعت وقرأت مثل هذا الكلام لو كان عمرك 60 سنة؟.. يدهشنى تكرار، إطلاق البديهيات ومناقشتها.. يدهشنى أن يظل إنسانًا يقنعنى أن الذهب معدن نفيس. ويقتلنى أن يرى إنسانًا ذلك خبرًا جديدًا.. ومع ذلك، مع أنى أرى أنه من الواجب مساندة الأهلى من الجميع، هناك آراء مختلفة ومتناقضة بشأن علاقات المشجعين للفرق الكبرى بالفرق التى تنافسهم.. البعض يرى أنه ليس ضروريًا أن يشجع جمهور الزمالك الأهلى، وليس ضروريًا أن يشجع جمهور الأهلى الزمالك. ويرى هؤلاء أن أنصار برشلونة لا يمكن أن يشجعوا ريال مدريد وهو يلعب مع فريق ثالث، وأن أحدًا فى إسبانيا لا يطلق مثل هذا النداء: «يا جمهور برشلونة ساندوا ريال مدريد وهو يلعب مع روما».. فإن فعل ذلك أحدًا سيكون ساذجًا.

 

** أعلم أيضًا أن جماهير الزمالك والأهلى باتت تتبادل السخرية والنكت فى المباريات التى تنتهى بهزيمة أحدهما.. ومع ذلك، لست ساذجًا حين أطالب جماهير الزمالك بمساندة الأهلى وهو يلعب أمام النجم الساحلى.. ولن أكون ساذجًا حين أطالب جماهير الأهلى بمساندة الزمالك وتشجيعه وهو يلعب مباراة مع فريق إفريقى أو عربى.. (أشعر بأنك ترانى ساذجا).. فالرياضة التى أحببتها وعرفتها طوال عمرى، علمتنى أن الانتماء لفريق قيمة. ولكن الانتماء للوطن قيمة أكبر (ده مش كلام كبير وخلاص) .. وكل فريق مصرى يخوض منافسات قارية وإقليمية هو ممثل لمصر ويستحق أن نسانده. وأزيد أنه بحكم المهنة، من المنطقى أن أشيد بالزمالك فى يوم وأشيد بالأهلى فى يوم آخر. وما زال كثيرون يرون أنه من واجبهم أن يوجهوا إلى التهنئة يوم يفوز الزمالك، وكثيرون يرون أنه من واجبهم أن يوجهوا إلى التهنئة يوم يفوز الأهلى.. (الحمد لله على ذلك).. وأقول هذا وأنا أعلم جيدًا أن من يشجع الإفريقى التونسى مثلا قد لا يساند الترجى.. ومن يشجع مانشستر يونايتد ليس بالضرورة يشجع مانشستر سيتى وأن تلك ظاهرة معروفة. خاصة بين الفرق التى تصنع دربيات فيما بينها.

 

** وجهة النظر الأخرى التى تختلف عن وجهة نظر الجماهير التى لا تساند الفرق المنافسة، هى أنه يفترض أن تنتشر الفرحة كما العدوى، وكلما فرح مجموعة من الناس فإن فرحتهم سوف تنتقل إلى آخرين.. ومن أسف أن كلامى هذا سيدخل إذنًا ويخرج من الأذن الأخرى.. لو كان مسموعًا، ولن تراه لو كنت تقرأه.. وستظل ثاتبا على رأيك: «أنا والغريب على ابن عمى وانا وابن عمى على أخويا».. باختصار سيكون ردك: «يا عم أفرح وحدى أحسن».

 

** كأنك لم تقرأ شيئا مما قرأته..!