بوزرسلان: “أردوغان” يتقمص دور “القبضاي” .. والجيش التركي مشتت

بوزرسلان: "أردوغان" يتقمص دور "القبضاي" .. والجيش التركي مشتت

ايجى 2030 /

قال المفكر الكردي، الدكتور حمدي بوزرسلان، إنه من الصعب توقع أي شيء يتعلق بمستقبل سوريا وأكرادها، خاصة مع تغير وضع الصراع بشكل مستمر، ورأى أن الأكراد في سوريا يمثلون قوة حالياً ولديهم حزب سياسي “الاتحاد الديمقراطي” الذي أعلن أنه لا يريد مغادرة سوريا أو الانفصال عنها، إلا أن الأكراد بسوريا يريدون موقع محدد.

وأضاف بوزرسلان في لقاء خاصة له على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي نبيل درويش، أن مسألة استقلال الأكراد في سوريا تتعلق بعوامل إقليمية ودولية، خاصة بالحضور الروسي والأمريكي، مشددا على أن أكراد سوريا لا يريدون الاستقلال ولكن يريدون أن تكون لهم مكانة خاصة في هذا العالم.

وتطرق “بوزرسلان” إلى وضع الأكراد في إيران، ورأى أنه لا توجد أي محاولة حاليا للخروج بالأكراد من النفق الإيراني، متابعاً أن أيديولوجية إيران تعتبر الأكراد “أطفال الشيطان” وفقا للتعبير الذي استخدمه “الخميني”، وأن سياسة اعدام الناشطين الأكراد لازالت مستمرة وتدور حرب عصابات بشكل مستمر.

وبالنسبة لأوضاع الأكراد في تركيا، أشار “بوزرسلان” إلى أن حزب العمال الكردستاني لم ينادي بالاستقلال، بل يريدون أن يكون لديهم تمثيل محلي والتمتع بالحقوق الثقافية مطالبين بسلطة اقتصادية أيضا، مشددا على أن أكراد تركيا يختلفون عن العراقيين إذ لا يطالبوا بالاستقلال بل بالحكم الذاتي، مشيرا إلى أن المفاوضات التي دارت بين حكومة “رجب أردوغان” وبين حزب “العمال” توقفت بعد أن قطعت شوطا كبيرا بقرار من “أردوغان”.

وأكد أن “أردوغان” كان يريد أن يتفاوض مع الأكراد بشرط أن يعترفوا به كرئيس، إلا أن الأكراد كانت لديهم قراءة مختلفة للتاريخ، كانوا يريدون إعادة بناء تركيا بناء على المواطنة وليس على هيمنة يقودها “أردوغان”

ورأى “بوزرسلان” أن هناك تنازل تدريجي عن العلمانية في تركيا، وأن الأوضاع أصعب حسب رؤية “أردوغان” الذي لا يريد أن يكون هناك أي فاصل بين الرئيس وبين الأمة، أي أن تتلاشي كافة المؤسسات الأخرى، وبالتالي هناك نزع للشرعية على كل المؤسسات الأخرى لصالح الرئيس الأوحد.

وأوضح المفكر التركي أن “أردوغان” يرى أن الأمة التركية لديها رسالتان تاريخيتان: الأولي أنها الأمة المسطيرة على العالم، والثانية هي حماية الإسلام أي أن تكون الامة التركية الحامية للإسلام، إلا أن الرئيس التركي يرى أن أنه تم منع انجاز هاتين الرسالتين بسبب أعداء الداخل وبسبب النخبة القريبة من الغرب في تركيا، لذا فهو يريد أن يستعيد تلك الرسالة التاريخية التركية، لذلك هو يريد أن يضحى ليس فقط بالعلمانية ولكن أيضا بالمؤسسات الديمقراطية بالدولة.

وتابع أن “أردوغان” جاء من طبقة متواضعة جدا وكان يُعتبر كـ “قبضاي” جاء من أوساط شعبية من أحد أحياء اسطنبول الذي يُعرف بانتشار الأوساط الاجرامية، وعن طريق الحيلة استطاع أن يصبح رئيس الجمهورية التركية، لذا فهو يتعبر مساره المهني مثالاً ينبغي أن يقتدي به لكل مواطن تركي، ويرى نفسه كأب للتاريخ التركي ويجسد التاريخ التركي، وهو بشكل عام هو يريد أن ينتقم للأتراك للتاريخ الماضي للأمة التي تم تهميشها ويجب لها أن تنتقم.

ورأى أن التيار الاسلامي السياسي في تركيا لا ينبثق عن تيار “الاخوان المسلمين” لحسن البنا ولا لسيد قطب، ولكن أصول التيار الاسلامي في تركيا هي أصول قومية، وبالتالي هناك اختلاف بين “الاخوان” في العالم العربي  وبين التقاليد الإسلامية التي يعتنقها أردوغان، متابعا أن التيار الاسلامي العربي والاخوان كان به حضور للقومية العربية وهناك خلط بين العروبة والاسلام بما في ذلك لدى “الاخوان”، وهو لا يقبلون أن تصبح تركيا حامية الاسلام بشكل عام، والبعد الاسلامي في تركيا له جانب قومي أقوى.

وأكد “بوزرسلان” أن الجيش التركي أصبح مشتتاً، وأن الانقلاب الذي وقع مؤخرا جاء لأن الجيش كان مشتت وأن المؤسسة العسكرية تم تقويضها، مشددا على أن الانقلاب كان حقيقياً وكانت لدى الجيش والاستخبارات معلومات بحدوثه إلا أن المؤسسات كانت مشلولة بشكل منع اتخاذ الاجراءات اللازمة، ورأى أنه من الصعب حالياً الحديث عن الدور المستقبلي للجيش التركي خلال الفترة القادمة.

واعتبر المفكر الكردي أن الحقبة “الكمالية”، نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك، قد انتهت ببُعدها المتمثل في الحزب الوحيد وببعدها اليساري منذ ثلاثينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن “أتاتورك” أصبح الان رمزاً ليس إلا.