مسؤولية الشباب فى مكافحة الفساد

مسؤولية الشباب فى مكافحة الفساد

حسن الرشيدى
منع ومكافحة الفساد مسؤولية وطنية مشتركة لا تكتمل إلا بمشاركة جميع أطياف المجتمع، وكان من الضرورى رفع مستوى الوعى بخطورة الفساد وأهمية مكافحته، وتدعيم ونشر قيم الشفافية والنزاهة وإتاحة المعلومات.

 

هذا ما أكده الوزير حسن عبد الشافى، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، الذي ترأس مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بمدينة شرم الشيخ، وأدار جلساته بكفاءة واقتدار نالت إعجاب كل من حضروا أو تابعوا المؤتمر.

 

 

فى الحقيقة، الدولة المصرية التي عقد المؤتمر على أرضها تنتهج المصارحة والمكاشفة منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، وتدعم نشر قيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد بقوة وبشتى السبل، وقد حققت الرقابة الإدارية والأجهزة الأمنية نتائج مثمرة وبناءة فى حماية الاقتصاد القومى وضبط العديد من قضايا الفساد والرشوة بمختلف أشكالها، سواء الرشاوى المالية أو الجنسية أو المتاجرة بالأعضاء البشرية.

 

 

فالرقابة الإدارية حققت نجاحاً كبيراً فى مجال مكافحة الفساد ومتابعة المشروعات القومية وتصويب أليات العمل الإداري التي تعرقل الأداء، أو تعطل مصالح الناس وإعداد وتفعيل مدونات السلوك الوظيفى للعاملين بالجهاز الإداري للدولة.

 

 

إقامة هذا المؤتمر على أرض مصر يؤكد ثقة العالم فى أمن واستقرار مصر وقدرة الرقابة الإدارية على تنظيم هذا المؤتمر العالمى الذي شاركت فيه أكثر من 150 دولة والعديد من منظمات وجمعيات المجتمع المدنى والخبراء فى مجال مكافحة الفساد والجريمة.

 

 

وعندما يخصص المؤتمر جلسة تحت عنوان “الشباب من أجل النزاهة والابتكار والتعلم مدى الحياة نحو مجتمع عادل وخال من الفساد”، فإن هذا ينبع من الدور الحيوى المهم للغاية الذي يمكن أن يقوم به الشباب فى مكافحة الفساد، وتقديم جهود وأفكار مبتكرة فى هذا المجال، وتسخير طاقاته للعمل على تحقيق النزاهة والشفافية التي تؤدى لخدمة المجتمعات، وتساهم فى تحقيق التنمية المستدامة.

 

 

بصراحة الدولة المصرية نجحت فى تحقيق طفرات رائعة فى البنية التحتية وإقامة مشروعات عملاقة فاقت الخيال، وتبنت استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ساهمت فى تحقيق نتائج مثمرة تصب فى خدمة الاقتصاد القومى وتدعيم مظلة الحماية الاجتماعية والارتقاء بمستوى معيشة الناس، وتوفير حياة كريمة للفقراء وغير القادرين.

 

 

أعتقد أن العشوائيات التي شوهت الوطن وأنفقت الدولة مليارات الجنيهات على ازالتها أو تطويرها، كانت نتاجاً للفساد والإهمال الذي عشش فى المحليات والأحياء عدة عقود.

 

 

عموماً فإن نجاح مؤتمر مكافحة الفساد الذي عقد بشرم الشيخ تاريخى، كما قالت الدكتورة غادة والى، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، والتي أكدت أن استضافة مصر للمؤتمر يعكس اهتمامها بمكافحة الفساد والتعاون الدولى فى هذا الصدد.