سقطة رمضان.. (ومن التريند ما قتل)!!

سقطة رمضان.. (ومن التريند ما قتل)!!

طارق الشناوى
لا أتصور أن مشهد النهاية لمسلسل(موسى) هو فقط ما يترقبه حاليا الناس، ولا الثأر الذي يسعى إليه ولا تعلق حلاوتهم به، ولا ولا ولا، لقد أصبحت أحداث المسلسل الآن تقرأ بزاوية أخرى اسمها إسماعيل ياسين، الكل يترقب المشاهد القادمة التي نرى فيها إسماعيل ياسين مجددا، برغم سخافة أداء الممثل الذي يؤدى الدور، وبالطبع ليس خطأه، ولكن المخرج قطعا المسؤول الأول عن هذا (العك) الدرامى، من البديهى أن الفنان أمام الكاميرا ليس هو بعيدا عنها، (إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين) مثلا ليس هو إسماعيل ياسين فى البيت أو الشارع، ولكن تلك هى الصورة الذهنية التي توفرت له فى (الميديا)، حتى عندما قدمت قصة حياته فى مسلسل قبل نحو عشر سنوات، بأداء أشرف عبدالباقى شاهدنا إسماعيل ياسين كما رأيناه على الشاشة.

 

لو تابعت مثلا ما قاله كاتب السيناريو ناصر عبدالرحمن، سيذكر أن والده التقى مع إسماعيل ياسين واقعيا واشترى منه أيضا بضاعة، وأنا أصدق رواية ناصر، ولكن هل كانت تلك هى المشكلة؟ أم أنهم قدموا إسماعيل ياسين نصاب وأيضا بخيل وهو مشهد لا يعنى أى شىء سوى أن هناك من يريد النيل من فنان كبير، لم يدع يوما أى شىء سوى أنه يعشق الفن، حتى بعد تنكر له الجميع فى أعوامه الأخيرة.

لم يخف يوما معاناته وكيف أنه كان يبيت فى مسجد السيدة زينب، لأنه ليس لديه مأوى فى القاهرة، وعندما علمت إدارة الجامع قررت منع أى إنسان من دخول الجامع بعد صلاة العشاء، فاستبدل هو ساعات نومه، لتصبح من الفجر حتى العشاء داخل مسجد (أم هاشم).

لا أعتقد أن المشهد فى الحلقة رقم 12 من مسلسل (موسى) الذي أثار كل تلك المساحات الغاضبة، ومن المنتظر أن يصل أيضا إلى ساحة القضاء، هو فقط المشكلة.

تركيبة محمد رمضان الشخصية هى المشكلة، حيث إنها باتت تدفعه للتورط فى عدد كبير من المعارك المجانية التي يدفع ثمنها مضاعفا، ولم يعرف عنه أبدا فضيلة الاعتذار عن ارتكاب الخطأ، ولكنه يُمعن أكثر وأكثر فى ارتكابها، ومع مرور الزمن تُصبح خطايا.

كان لدى كاتب السيناريو العديد من الاختيارات لتقديم المعنى الذي بدأ يتردد بعد عرض الحلقة رقم 12، وهو أن المقصود أن يرى الناس محمد رمضان، لا يعرف حتى إسماعيل ياسين، ولهذا عامله كمجرد زبون، دعونا إذن نتخيل أن إسماعيل ياسين ذهب للسوق فى مرحلة الأربعينيات وقت أحداث المسلسل، هل يدخل ويخرج بدون أن تلتف حوله الجماهير، كان فى تلك السنوات هو النجم الأشهر، وارتفع رصيده إلى 25 فيلما يشارك فيها كل عام، بينما رأيناه فى هذا المشهد يدخل السوق ويخرج وكأن شيئا لم يكن. هل كان هذا الموقف من اقتراح محمد رمضان؟ فهو لا ينفي أبدا فى كل أحاديثه أنه يشارك بالرأى فى المسلسل؟ ربما.

مسلسل (موسى) لا يمتلك طموحا خاصا فى الخروج عن السائد، ولكن محمد سلامة المخرج يملك أدواته وقدم بالفعل شاشة جاذبة، لا أنكر بالمناسبة أيضا أن رمضان ممثل موهوب، رغم أن هذا الرأى يغضب قطاعا من القراء، بل وكثيرا ما قرأت عتابهم، وأحيانا ما هو أقسى وأقصى من العتاب، إلا أن تلك هى قناعتى، كما أنه يتمتع بمواصفات النجم القادر على الجذب، إلا أنه ينقصه أهم شىء عقل يدير الموهبة، وعليه أن ينسى تماما الرغبة المجنونة لتحقيق (التريند).

(ومن الحب ما قتل) قالها الشاعر بشارة الخورى فى قصيدة ( جفنه علم الغزل) وأستعيرها من شاعرنا الكبير وأقول ( ومن التريند ما قتل)!!