أول قداس لـ عيد القيامة بكنائس مصر في زمن كورونا دون حضور

أول قداس لـ عيد القيامة بكنائس مصر في زمن كورونا دون حضور

ايجى 2030 /
أقامت كنائس التقويم الغربي، اليوم، قداسات عيد القيامة، حيث صلى الكهنة في الكنائس وبقى المسيحيون في المنازل ضمن اجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.

وترأس في مصر، المطران كريكور كوسا مطران الأرمن الكاثوليك، قداس العيد، بعدد محدود من كهنة الكنيسة، فيما تمّ بث الصلوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ويوتيوب، إذ يوافق العيد بحسب التقويم الغريغوري غدا الأحد.

والتزامًا بقرار حظر حركة المواطنين وإجراءات الدولة المتخذة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، ترأس المطران، قداس العيد بكنيسة سانت تريز في مصر الجديدة بالقاهرة، في الثالثة ظهرًا بدلًا من مساء اليوم، ويعد ذلك أول قداس لـ”عيد القيامة” هذا العام يقام في مصر في ظل إجراءات مواجهة كورونا.

والقى مطران الأرمن الكاثوليك كلمة خلال القداس قال فيها: “العالم يتخبّط وسط أحزانٍ كبيرة بسبب فيروس كورونا هذا المرض الخبيث الفتّاك الذي يُهيمِنُ على البشرية ويُهدِّدَها بالموت، ولكن نور العيد سينزِلُ علينا ويمنع مِنّا سقوط الرجاء بأيام أفضل، ويجعلنا نتمسّك أكثر فأكثر بكلام السيد المسيح”.

وتحدث المطران عن “انتصار الحق والسلام في وقت ما زال الحُبّ يغيّب عن ساحات الناس، والحقّ يزهق فيها على مرأى من المشاهدين ويغتال السلام؟”، مشيرا إلى أنَّ المحبة هي طريق الخلاص وكيف حب المسيح البشرية ورفض العنف، ودعوته لشفاء الإنسانية كُلّٓها من خطيئة الحرب والظلم والقتل”.

وقال المطران: “الله خَلقَ الناس كلهم من طينةٍ واحدة، ولم يُسلّط شعباً على شعب ولا أُمَّةً على أُمّه، وبالحقيقة فإنَّ الإنجيل المُقدّس كُلّه يدور حول هذا المرمى”، مؤكِداً أنَّ “العنف لا يداوى بالعنف بل بالمحبّة، وإنَّ إطفاء الشرور لا يكون بمزيدٍ منها بل يتم بالمسامحة والمصالحة والغفران”.

واستكمل: “حسن العلاقات بين الناس لا يصل أحد إليها بقتل الأعداء والتخلّص منهم بل بقتل العداوة والحسد في القلوب، بما فيها قلوب الأعداء أنفسهم ليبلغ الجميع إلى الأخوٰة وإلى ملكوت المحبّة، هذه هي المسيحية في جوهرها ولا تحتمل أيُّ تفسير آخر يُغَيِّر حقيقتها ويحيدها عن طريقها القويم”.

وفي ختام كلمته، دعا المطران الجميع إلى الألفة والمحبّة لإيقاف الحروب وإلى التعقل، وإلى الشهامة الإنسانية النبيلة التي لا يبقى من دونها الإنسانُ إنساناً، قائلًا: “فما من عاقل يرى أن عملية تحرير الشعوب تتمّ بالقوة والغصب، فالتحرير يتمّ اولاً من الداخل، وعلى من يُريد أنَّ يُحرّر غيره يجبُ أوّلاً أن يكون مُحَرَّراً من ذاتِهِ”.

وأكّد المطران أنَّه يصلي من أجل تضميد جراح جميع المظلومين بسبب الحروب، والمرضى والمتألمين من جرّاء فيروس الكورونا الذي يهدّد العالم كلّهُ، ومن أجل الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعاونيه، ووزارتي الداخلية والصحة، ورجال الأمن والجنود البواسل والجيش الأبيض والممرضين وكُلُّ من يعمل في محاربة وباء كورونا الخبيث.