هنا تجلى الله

هنا تجلى الله

بقلم ـ اشرف ابو الريش
فترة صعبة تعيشها مصر، وفى الشدائد ليس لنا طريق سوى الله بعد أن تقطعت بنا السبل، وتفرقت بنا الدروب نقصد باب الكريم الذي يفتح أبواب رحماته للعباد فى كل زمان ومكان.

يومًا ما تنقشع الغمة وتعود الحياة إلى طبيعتها فى مصر بعد انحسار فيروس كورونا، الذي أرسله الله ليخترق الحواجز والحدود فى مختلف دول العالم ينتشر بسرعة البرق ليفتك بالآلاف من البشر صغيرًا كان أو كبيرًا.. أشعر كلما اشتدت هذه المحنة التي ضربت مصر أن فرجه قريب لان رحمة الله قد سبقت غضبه على مر العصور من لدن آدم وحتى قيام الساعة.

شاءت الاقدار فى هذا التوقيت الغريب، أن أذهب مع بعض الأصدقاء إلى أعز الأماكن إلى قلبى وروحى فى سيناء أرض الأنبياء وملتقى الحضارات وقبلة الشهداء فى الدنيا وفى الاخرة.. هنا تجلى الله على هذه البقعة المباركة فى الوادى المقدس طوى.. هنا نزل الإله العظيم على أرض مصر.. هنا كلم الله نبيه موسى عليه السلام تكليما.. هنا نزل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو فى رحلة الإسراء والمعراج.. هنا الراحة والسكينة والقرب من الواحد الأحد، حيث تنقطع بك الحياة بين الجبال وداخل الأودية ومنابع المياه العذبة التي تكونت من مياه الأمطار فى الفترة الأخيرة، فازدهرت الحشائش والنباتات الطبية والعطرية فى كل مكان على جبال سيناء من الحبق إلى الزعتر ومن الشيح إلى القيصون والنعناع والمرامية.. أشعر وأن الرحمات تتنزل من السماء إلى البقعة المباركة فى الوادى المقدس طوى، تنظر إلى السماء تشاهد النجوم وقد ظهرت فى أجمل حلة كعقود اللؤلؤ والمرجان، وقد بزغ القمر واقترب من البدر فى شهر شعبان المبارك الواقع بين رجب ورمضان، وما أحلى العبادة فى هذا الشهر الكريم، حيث الخلوة مع الله بين الجبال وفى أطهر البقاع واشرفها بسيناء.. فى هذه المنطقة وتحديدًا شهر شعبان جلس الامام الشعراوى رحمة الله عليه، يناجى ربه ويتضرع إليه فكانت الفتوحات الالهية لتفسيره القرآن الكريم.. هنا فى الوادى المقدس كانت خلوة الرئيس السادات بطل الحرب والسلام رحمة الله عليه يجلس عدة أيام فى شعبان، يتعبد إلى الله ويتفكر فى أحوال الدنيا والآخرة، وكان رحمة الله عليه إذا حزبه أمر وصعبت عليه أمور الحكم فى مصر، نزل فى الوادى المقدس طوى ويكرمه الله بحلول كل الصعاب.

ونحن على خطى الصالحين سائرون نلقى كل أحمالنا على الله ولا يخلف الله ظنه بعباده.. سيرتفع البلاء وتتقشع الغمة وينزل الله رحمته علينا وعلى هذا الوطن وشعبه العظيم، لان فيهم الضعيف والمسكين وابن السبيل وبهؤلا الطيبين يستجيب الله الدعاء. .. لقد أخذت مصر بالأسباب فى أزمة كورونا، وكان تقدير الموقف والحدث من رأس الدولة المصرية، الرئيس عبدالفتاح السيسي يستوجب كل الشكر والتقدير، فقد حفظ الله بسببه أرواح الآلاف من المصريين تحية لمن يديرون هذه الازمة بكل جدارة واقتدار، وسيذكرهم التاريخ بأحرف من نور.. يا رجال مصر فى كل مكان هذا هو وقت العطاء من أجل الوطن وشعبه الكريم، ساعدوا الدولة للسيطرة على هذا الوباء لان كورونا لن يرحم أحدًا .. تحية لمن يسهرون على الحدود وكل الشكر لمن يحافظون على الأمن وقت الحظر لكى نجلس فى بيوتنا مطمئنين.

تحيا مصر.