محمود غلاب: حكاية وطن فوبيا الشراء

محمود غلاب: حكاية وطن فوبيا الشراء

اخبار مصر
فوبيا الشراء انتابت جميع المجتمعات بعد انتشار فيروس كورونا وما صاحبه من فرض قيود على تحركات المواطنين.

تحدثت الصحف البريطانية عن أن سكان العديد من الدول الأوروبية يتسابقون ويصطفون بالطوابير الطويلة أمام المتاجر والمحلات التجارية لتخزين البضائع والمستلزمات، ووقف آلاف الأمريكيين فى عدد من الولايات أمام المولات والمحلات لشراء السلع الغذائية، بعد منع الدخول والخروج، وبدت المحلات فى المدن الألمانية خالية من البضائع.

ويبقى الحال من بعضه فى مواجهة الفزع، وخوفاً من الغد، لكن فى مصر فطنت الحكومة إلى سلوك الناس عندما يحدث طارئ، وقررت توفير السلع الغذائية بكميات كبيرة فى جميع سلاسل البيع، والمحلات الصغيرة، ونبهت على التجار بعدم استغلال الإجراءات التى تقرر تطبيقها فى مواجهة كورونا بعدم استغلال هذا الظرف فى إخفاء السلع من أجل رفع أسعارها، ويقابل ذلك حصول المواطن على احتياجاته الضرورية فقط دون اللجوء إلى التخزين، وقال أحمد شيحة، عضو الغرف التجارية، كلاماً مقنعاً لأحد البرامج التليفزيونية، بأن جميع السلع متوافرة، وإذا لجأ المستهلكون إلى سحب سلعة معينة، فسوف يتم توفير غيرها فى المحلات خلال دقائق، وهذا معناه أن المواطن يحمل نفسه أعباء مادية فى شراء سلع ليس فى حاجة إليها، كما يتحمل أعباء تخزينها ما يعرضها للتلف، وقال لا داعى للقلق فجميع السلع متوافرة فى المحلات.

وبالفعل ناقش الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، مع وزيرى التموين والزراعة مشكلة توفير السلع، وتبين أن هناك مخزوناً كبيراً من السلع يتم ضخه فى كل مناطق البيع، وهدد باتخاذ إجراءات ضد التجار الذين يرفعون الأسعار أو يلجأون إلى الاحتكار.

وهذه الإجراءات التى تلوح بها الحكومة فى وجه الذين يحاولون التربح من الوباء للحصول على ما وصفه بعض محتكرى السلع فى الخارج بالنقود المجنونة تؤيدها الشريعة الإسلامية التى تحث أولى الأمر ومؤسسات الدولة على مكافحة الاحتكار والقضاء عليه بالوسائل اللازمة لكونه من الجرائم الاقتصادية التى تهدد حياة الناس، كما أن استغلال الظروف الصعبة لتحقيق مكاسب مادية عن طريق احتكار السلع ورفع أسعارها حرام شرعاً وخيانة للأمانة كما قالت دار الإفتاء، كما حرمت الشريعة الإسلامية التضييق على الناس وحبس ما يحتاجون إليه فى حياتهم من طعام وغيره من أجل زيادة الأسعار وتحصيل مكاسب مادية، واعتبرته غشاً واعتداء وأكلاً للأموال بالباطل.

كما جاء فى القرآن الكريم «ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين».

بالتأكيد، المصريون يظهرون وقت الشدة، ولا يلجأون إلى المظاهر السلبية، كما ظهروا منذ أيام فى مواجهة «عاصفة التنين» وأنهم سيكونون عند حسن ظن الرئيس السيسى بهم دائماً عندما شكر جميع المصريين بعد أزمة الأمطار، وأعلن أنه فخور بمعدن الشعب المصرى الأصيل الذى يظهر أفراده روح التعاون، مطلوب أن نحافظ جميعاً على روح التعاون حتى نتجاوز أزمة كورونا بسلام ونحن متحدون، متآلفون، قلوبنا على بعض، ونثق فى قيادتنا، ولا نلتفت إلى الشائعات، وأن نكون من المتعاونين فى السراء والضراء.