محمد بركات :مفاوضات السدالإثيوبى!!

محمد بركات :مفاوضات السدالإثيوبى!!

نقلا عن صحيفة الاخبار
ندرك جميعا طبيعة المفاوضات بين دولتين أو أكثر حول القضايا الهامة مثار الخلاف بينهم، تحتاج من الدول المتفاوضة إلى ثلاثة عوامل أساسية لضمان الوصول إلى توافق وحلول تحقق مصالحهم،..، وهى أولا حسن النوايا.. وثانيا المرونة.. وثالثا الصبر.

ونوقن أيضا بضرورة توافر سعة الصدر وطول البال لدى الأطراف المتفاوضة، وأيضا القدرة على الحوار الهادئ مع التمسك بالأطروحات والمواقف المؤيدة لموقف بلادهم وما تراه فى صالحها ومن حقها.

إلا أننى أريد أن أسجل أن طول صبر وسعة صدر المفاوض المصرى فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، تجاه ما جرى ويجرى خلالها من عثرات ومراوغات، طوال السنوات الماضية من المفاوضات وحتى الآن، أصبح لافتا للانتباه بصورة كبيرة.

وللحقيقة فإن قدر الصبر وطول البال وسعة الصدر، التى يتمسك بها المفاوض المصرى فى هذه المفاوضات، قد أصبحت كبيرة بصورة تدعو للحسد، فى مواجهة العقبات والمشاكل التى أثارها ويثيرها الجانب المقابل فى المفاوضات.

فالموقف الإثيوبى يلفه الغموض فى تمسكه بأسلوب المراوغة، وخلق الزرائع للتهرب من التوقيع على النص النهائى للاتفاق، الذى ينظم عملية ملء وتشغيل السد، والقواعد التى تحكم أسلوب مجابهة الجفاف وسنوات شح الأمطار،..، بما يضمن العدالة للجميع ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويضمن عدم الإضرار بحقوق مصر التاريخية والمشروعة فى مياه النيل.

أما موقف السودان الشقيق، فيحيط به ضباب كثيف وتساؤل مطروح بخصوص عدم توقيعه على الاتفاق حتى الآن.
ونحن نأمل أن يتبدد الغموض الإثيوبى والضباب السودانى فى القريب، وأن يتم توقيعهما على الاتفاق النهائى، قبل نفاد الصبر المصرى،..، وحتى يتحقق صالح الجميع.