الحمر: المؤسسات الإعلامية تواجه تحديا مرعبا.. وتعاني من انهيار المحتوى

الحمر: المؤسسات الإعلامية تواجه تحديا مرعبا.. وتعاني من انهيار المحتوى

ايجى 2030 / الرياض – المركز الإعلامي
أكد مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام وزير الإعلام البحريني السابق نبيل الحمر، أن مصدر الأزمة التي يمر بها الإعلام اليوم هو تراجع الثقة في الكتّاب والإعلاميين والمؤسسات الصحافية والإعلامية، الأمر الذي انعكس على انتشار الصحف، وتسبب في تراجع نجاحاتها ومداخيلها المالية، وأدى إلى انهيار المحتوى الجيد الذي يتطلع له المشاهد والقارئ والمستمع، مشدداً على أن القائمين على المؤسسات الصحافية يواجهون تحدياً مرعباً على الصعيدين المهني والمادي.
وأشاد الحمر في حديث له خلال جلسة في منتدى الإعلام السعودي بالمشهد الإعلامي غير المسبوق الذي شهده في يومه الأول. موضحا أنه بدأ عمله الإعلامي بتجارب محدودة، حرص خلالها على التعلم والاستفادة من تجارب مختلفة، مشيراً إلى أن الصحافة والإعلام مدرسة مستمرة وحالة متجددة في التطبيع والاقتباس من تجارب الآخرين، مبيناً أن النهوض بالصحافة والإعلام يعني الاستمرار في التعلم والاقتباس والتلاقح مع تجارب الآخرين.
وأضاف: “التراجع ليس في الأمور المادية فقط، وإنما في المصداقية والمهنية والثقة ومستوى التنظيم المؤسسي ومهنية القائمين على المؤسسات الإعلامية، مبينا أن توفر هذه المعايير يعد من أسس النجاح، لذا فالمطلوب من الصحافة الكثير لتنجزه.
وواصل: “المنطقة تمر بتحديات كبيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي تختلف عن الأزمات التي مرت بها في العقود السابقة، الأمر الذي انعكس على مجمل واقعنا، ومن بينها الواقع الصحافي والإعلامي”. لافتا إلى ضرورة الاستفادة من كل هذه التطورات، وأعتقد أن هذه التطورات من أكبر التحديات التي يواجهها الإعلام.
وتساءل الحمر: “أي إعلام وأي صحافة نريد، هل هي الصحافة بمضمونها الراهن؟ فنحن نعلم جميعاً أن الأخبار لم تعد حكراً على صحيفة، والمعلومة أضحت ملكا للجميع، والخبر لم يعد مجرد معلومة وخبر، إنما رأي وموقف”.
وواصل الحمر التساؤل: “هل سيظل الإعلام وسيلة اتصال وتواصل؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بنعم، لكن شريطة أن نواكب التطورات التقنية”.
وأكد الحمر أن الإعلام حالياً في حاجة ماسة إلى التطوير، وقال: “المؤسسات الإعلامية اتخذت خطوات تقشفية في ظل الظروف المالية، وانعكس ذلك على مستوى الأداء المهني، والإعلام يوازي في أهميته القطاع العسكري فيما يخص الدفاع عن قضايا الأمة، ولذلك يجب أن تتطور وتستمر، وأنا لا أتخيل أن يأتي يوم لا يكون فيه صحافة وإعلام”.
وتطرق الحمر إلى الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة، وقال: “المرحلة الجديدة في المنطقة وما تواجهه من تحديات لم تسمح بالتقاط الأنفاس،
ومنها الإرهاب والطائفية والإسلام السياسي وانتشار الفساد والتحدي الاقتصادي والتنبؤات بركود اقتصادي والتدخلات الخارجية، وهو ما يتطلب الارتقاء بالتعامل والتعاون ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي”.
وواصل: “وسط كل ذلك يظهر بصيص من الأمل في الوعي العربي الجماعي بهذه المخاطر، ويتمثل ذلك في الاحتجاجات الي نراها اليوم في العراق ولبنان والرافضة للتدخل الأجنبي، وخاصة من إيران”.
وتطرق الحمر إلى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت في متناول الجميع وتحولت إلى أداة للدول والمنظمات لبث الإشاعات والأخبار الملفقة والموجهة بقصد الإساءة للدول والنيل منها، مطالباً بضرورة عدم الاعتماد على مواقع التواصل كمصدر للأخبار والتحري والتدقيق قبل بث ما يتم تناوله فيها، وكذلك الابتعاد قدر الإمكان عن التفكير بشكل رقمي وتطبيق المبادئ وقواعد مهنة الصحافة، مشدداً على الحاجة إلى رؤية شاملة وتكاملية للرسالة الإعلامية لتكون قوية ومؤثرة.
وشدد الحمر على ضرورة التأهيل والتشجيع للكوادر الإعلامية الشابة والمهتمين بالمجال من خلال خلق قنوات تواصل بين الأكاديميات والمؤسسات الإعلامية، حتى نرى رؤية جديدة وإعلام جديدا من جيل الشباب يحمل رسالته للعالم، وقد يحقق ما عجزنا نحن عن تحقيقه”.