مرسى عطا الله :انتصار 30 يونيو!    

مرسى عطا الله :انتصار 30 يونيو!    

بصرف النظر عما أحدثته ثورة 30 يونيو من تغيرات عميقة وجذرية لصالح مصر والأمة العربية كلها بعد أن بددت كافة الشكوك وأفرزت تأكيدات وإجابات واضحة حول تثبيت رسوخ الهوية الوطنية والانتماء العربي لمصر وبصرف النظر عن أثارها الواسعة باتجاه تحسين الصورة المشوهة للعالم الإسلامي في نظر المجتمع الدولي فإن ثورة 30 يونيو أكدت صحة مسار التاريخ في هذه المنطقة الحيوية من العالم التي وإن تعددت أعراق شعوبها لكن هناك ما يجمعها ويظل حافظا لوحدتها وهو اللسان العربي الواحد والخريطة الجغرافية المتماسكة بغير حواجز والبعد التاريخي المشترك منذ فجر الإسلام وحتي اليوم!

 

لقد جاءت ثورة 30 يونيو بمثابة انتصار طبيعي للحياة ضد الموت وللتطور ضد الجمود ولقدرة الشعب المصري علي أن يتخطي كل العقبات والسدود التي أرادوها عائقا لمسيرته فإذا به يمتلك القوة والقدرة علي كسرها واقتحام ألغامها وأسلاكها الشائكة.

 

ما حدث في 30 يونيو 2013 هو انتصار للوعي ضد الزيف وهزيمة لمحاولات غسل العقول باسم الدين والدين منهم براء وهذا هو التفسير الصحيح والمنطقي لقوة الاندفاع الجماهيري نحو الشوارع والميادين رفضا للتخلف الذي أراد أئمة الجماعة فرضه علي المجتمع ضد تيار التاريخ وضد التطور الإنساني.

 

لم يكن بالإمكان أن تتأخر ثورة 30 يونيو عن موعدها الضروري لضمان انتصار التقدم وإزالة كل عوائق التخلف علي أرض طيبة لم تكن تحتمل استمرار صدام المتناقضات بين التطور والجمود!

 

والحمد لله أننا بعد 4 سنوات نري رؤي العين علي أرض الواقع أن ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تحرز فقط نجاحا ملموسا علي أرض مصر وحدها وإنما ثبتت أقدامها ونشرت أفكارها في محيطها العربي الذي كان يتوق لحدث كبير يشكل صدمة عنيفة لقوي الشر التي استهدفت المنطقة تحت مظلة كثيفة من تزييف الوعي وتزوير الوثائق وبالاستخدام الخاطيء للدين تحت زيف الابتسامات المصطنعة! الاهرام