فاروق جويدة: ما أجمل الحب والغفران

لا تندم على لحظة عشتها وكنت أنت الأنبل والأجمل وكان غيرك الأسوأ بعض الناس يندم على مشاعر قدمها وأحس بها وعايشها بينما كان الطرف الآخر أكثر جحودا..

 

لأنك لن تقبل أبدا أن تكون الأسوأ احرص دائما أن تكون الأكمل.. فى بعض الأحيان تفسد العلاقات فى أسواق البشر ويسخر الناس من إنسان يحاول أن يكون أكثر ترفعا وبراءة ويقول الناس انه إنسان طيب أكثر من اللازم..

 

ومن العار أن تكون طيبة الإنسان عبئا عليه أو أن يكون عطاؤه نوعا من السفه.. لا تتصور أن الحياة مهما تغيرت وساءت يمكن أن يصبح القبح فيها جمالا.. ولهذا لم اندم أبدا اننى قدمت الخير أو اننى كنت الأكثر وفاء او اننى ترفعت عن الصغائر فى حين سقط الآخرون فى الأوحال.. الذين اعتادوا على ضوء النهار لا يقبلون أبدا حياة الخفافيش.. حين تسير فى مناطق مظلمة يمكن أن تتعثر أقدامك وتسقط وربما لا تدرى أين سقطت..

 

ولكن حين تختار النهار طريقا فأنت ترى كل شئ حولك.. ترى الأشجار خضراء.. وترى الطريق مضيئا ولكن فى الليالى المظلمة تتساوى كل الأشياء فالأشجار سوداء والطريق أشباح تعبث حولك.. فى النهار تغنى العصافير ولا تظهر الخفافيش.. تعلمت ألا اندم على لحظة حب حتى لو كانت قصيرة وانتهت بذكرى مؤلمة إن الحب يغفر خطايا الآخرين..

 

وتعلمت أن أتسامح لأن التسامح طريقنا إلى الغفران ومن سامح الناس غفرت له السماء.. تعلمت أن الحب أجمل ما يوجد فى حياة الناسA وأن للكراهية والحقد ملايين من النفوس الرخيصة ولكن الحب يختار قلة قليلة تعرف قيمته ودوره فى الحياة..

 

تسامح مع من خدعك أو خانك يكفيه لفظ الخيانة وسامح من ظلمك لأن ساحة الغفران أجمل واكبر وهى طريقنا إلى الجنة.. ولا تنظر إلى قلوب أظلمت وحاول أن تبحث عن أشعة الشمس فى قلوب الآخرين لأن القلوب المضيئة هى التى تضئ الحياة وتعطى للوجود معنى.. سوف تنام سعيدا وأنت تملأ قلبك بالحب والغفران واترك للآخرين ظلمة الليل وأشباح الكراهية . نقلا عن صحيفة الاهرام