حسن المستكاوي: العبوا بشخصية البطل

● الاهتمام بمباراة غانا طبيعى، إلا أنه يجب أن يوضع فى سياق كرة القدم ونتائجها، وليس فى موضع «حرب وجبهة وحياة أو موت»، كما لا تضعوا المباراة باعتبارها جسر المنتخب إلى روسيا، فهذا كله مبالغات تصنع أحلاما يمكن أن تتحول إلى كوابيس لا قدر الله.

 

  • ● على لاعبينا أن يثقوا فى أنفسهم. فعلى الرغم من أن مصر لم تصل إلى كأس العالم منذ 28 عاما، فإن المنتخب كان قريبا من المونديال عدة مرات بعد رحلة إيطاليا 90. نعم اقترب الفريق لكنه ضيع الفرصة فى كل مرة بفرص لا تضيع، كما حدث فى عام 1986 عندما أهدر جمال عبدالحميد ضربة جزاء فى المغرب لترد الكرة من العارضة بهدف فى مرمى إكرامى. ومرة حين أهدر مجدى طلبة فرصة تهديف فى مرمى زيمبابوى فى تصفيات 1994 ومرة حين ضاعت من بركات فرصة تسجيل الهدف الثالث فى مرمى الجزائر بالقاهرة فى عام 2010 وكانت تكفى. وهناك مرات أخرى صيف فيها المنتخب مبكرا أو أصبحت مبارياته فى التصفيات «عنق زجاجة» بنتائج هزيلة مع فرق صغيرة مثل بنين، وناميبيا، وليبيريا.. وهكذا تعلمنا الحكمة فى عدم توقع نتائج ونهايات، كما تعلمنا الفلسفة من كرة القدم التى بدت فى أحيان مثل زوجة سقراط التى جعلته فيلسوفا.

 

  • ● إذن علينا أن نتعامل مع مباراة غانا على أنها مباراة كرة قدم. وعلينا أيضا أن نحلل مستوى النجوم السوداء بعمق دون النظر فقط إلى نتيجة الفريق فى مباراته الأولى أمام أوغندا فى كوماسى والتى انتهت بالتعادل السلبى. فالفريق الغانى أهدر العديد من الفرص، وكان قريبا جدا من التسجيل. لكنه افتقد التعاون الجماعى كما كان حاله قبل ثلاث سنوات. إلا أنه فريق يمتلك مهارات وسرعات عالية. وكلاهما المهارة والسرعة تحسمان الكثير من المواجهات الفردية والجماعية فى المباريات، ومراجعة أسماء الفريق تكشف عن مستوى نجومه على الرغم من أنه تغير بصورة كاملة تقريبا عن الفريق الذى فاز على منتخب مصر بستة أهداف فى أكتوبر 2013. وكانت الخسارة بسبب اللعب المفتوح الذى بدأ به المنتخب مباراته المهمة فى تصفيات 2014 وكان ذلك غرورا من برادلى فى ذاك الوقت أو تسرعا منه.

 

  • ● تغير منتخب غانا لكنه لم يضعف. لأن المواهب هناك تنبت تلقائيا بملكات وقدرات فطرية تصقل بالاحتراف الخارجى، فالنجوم السوداء يقترب عددهم من 60 لاعبا محترفا، علما بأن أفريقيا لها ما يقرب من 700 لاعب فى مختلف درجات الدوريات الأوروبية بخلاف اللاعبين المحترفين فى أمريكا والصين.. لكن بقدر ما يصقل الاحتراف اللاعب لعلكم تذكرون أن مصر فازت بكأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية بأربعة لاعبين محترفين، وبأغلبية من اللاعبين الذين صنعهم الدورى المصرى، فالقضية لم تعد فقط الاحتراف.

 

  • ● علينا أن نتذكر أن منتخب مصر بطل أفريقيا سبع مرات، وننسى أنه لم يتأهل إلى كأس الأمم 3 مرات. ودعونا نتذكر كم مرة اقتربنا من المونديال، وليس من كم سنة لم نصل للمونديال.. دعونا نتذكر ما يقوينا، وليس ما يضعفنا.. ودعونا نلعب بشخصية البطل. الشروق