التحرش الإيراني بالأماكن المقدسة مع دعوة لاحتلال

بقلم ـ الشريف د/ عبدالله الناصر حلمى

امين عام اتحاد القوى الصوفية رئيس مجلس ادارة جمعية معكم للتنمية

تجاوز الخلاف مع إيران ونظامها الشيعي الطائفي الحديث عن مخططات ومؤامرات والتحذير من صفقات هنا وهناك إلى مرحلة أشدة خطورة تتعلق بالأماكن المقدسة للمسلمين في كافة أنحاء العالم…

 

بدأ التحرش الإيراني بالأماكن المقدسة عندما منعت طهران مواطنيها من الحج هذا العام ودعت مرجعيات شيعية إيرانية إلى كثافة زيارة كربلاء فى نفس توقيت الحج!.. واخترع المسؤولون الإيرانيون ذرائع واهية من أجل اتخاذ هذا القرار الذي تم التمهيد له عبر عدد من التصريحات المهاجمة للسعودية والتشكيك في قدرتها على تنظيم الحج في محاولة لإلباس الخلاف شكلا سياسيا بينما الحقيقة أن الموضوع يتعلق بطائفية ظاهرة تنضح بها تصريحات المسؤولين الإيرانيين بين حين وآخر…

 

بعد انتهاء موسم الحج والنجاح الواضح الذي شهده دون وقوع أي حوادث كانت تتمناها إيران لتبرير قرارها المشين بدأ المسؤولون الإيرانيون من جديد حملة من الهجوم والتشكيك وإلقاء الاتهامات حتى وصل الأمر للقبض على أقارب إعلامي أشاد بتنظيم السعودية للحج هذا العام…الصدمة الإيرانية من مرور موسم الحج بنجاح جعلت المسؤولين في إيران يطلقون التصريحات بشكل اعتباطي للنيل من السعودية ومن منهج أهل السنة والجماعة الذي يشكل العقبة الكؤود أمام نجاح طهران في نشر التشيع في العالم العربي والإسلامي فخرج وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ليشن هجوماً حادا على ما أسماه “الوهابية” وطالب ظريف الغرب عبر مقاله في صحيفة “نيويورك تايمز”، بخطوة أشبه ما تكون بحرب علنية مفتوحة على السعودية..وكانت هذه هي المرة المرة الثانية منذ مطلع العام الجاري التي تفتح فيها صحيفة «نيويورك تايمز» صفحاتها لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، لينشر مقالاً يهاجم فيه السعودية، وأهل السنة والجماعة، ويستعدي فيه الولايات المتحدة والغرب وهو ما يشير إلى وجود لوبي يتنامى في أمريكا داخل وخارج المؤسسات الرسمية يؤيد التحالف مع نظام إيران ضد أهل السنة وضد السعودية….

 

هجوم ظريف تبعه فيديو تم نشره على التليفزيون الإيراني الحكومي للحرس الثوري يدعو فيه لاحتلال مكة, وجاء الفيديو تحت عنوان “سيف العجم (الفرس) ينتظر إذن الحرب كي تصبح مكة عاصمة إيران…

 

ودعت الكلمات في الفيديو، إلى احتلال مكة المكرمة، وكتبها الشاعر الإيراني المدعوم من قبل خامنئي “محسن كاوياني”….هذا الفيديو وصل بالأمر لمرحلة خطرة تدعو المسلمين حول العالم للوقوف بقوة ضد الصلف والعجرفة الإيرانية الطائفية في المنطقة والتي تعلن صراحة أنها تريد احتلال مكة بما يتضمنه هذا من استفزاز لمشاعر أهل السنة …البعض في دوائر السياسة الغربية بل والعربية يريد حصر الخلاف مع إيران على أنه مجرد خلاف سياسي على النفوذ بينها وبين السعودية وقد يتعدى ذلك لبعض دول الخليج ولكن ما نراه ونسمعه من تصريحات إيرانية يتجاوز ذلك بمراحل ويهدد يإشعال حرب ضروس في المنطقة قد ترتاح لاندلاعها بعض القوى الغربية وتسعى إليها من أجل تنفيذ مخططاتها الرامية لإجراء التقسيم الجديد للمنطقة وهو ما يعرف “بسايكس بيكو 2″…

 

وقد حذرت العديد من الأوساط السيساسة والإعلامية العربية من المخطط الجديد واعتبرت أن الصفقات التي تجريها القوى الغربية مع إيران والتدخل الروسي والغربي في المنطقة بحجة القضاء على داعش ما هو إلا تمهيد لهذا التقسيم الذي يتم وضع اللمسات الأخيرة له حاليا في عدد من العواصم الغربية…هذا التقسيم وإن بدا أن طهران تعارضه علنا إلا أنه قد يحقق لها الخطوة الأولى لتحقيق حلمها بإعادة الإمبراطورية الفارسية التي أزالها الإسلام…الهجوم الإيراني المستمر على السعودية ومنهج أهل السنة يأتي في وقت أقر الكونجرس الأمريكي قانونا بييح مقاضاة السعودية بشأن هجمات سبتمبر رغم أن محكمة أمريكية برأتها من المسؤولية وأكدت تورط إيران في الهجمات مع محاولات لعرقلة صفقة أسلحة كانت الحكومة الأمريكية قد وافقت عليها لصالح الرياض..

 

إن تصاعد الخطر الإيراني لم يعد مقصورا على بلد أو منطقة ولكنه يهدد مقدسات المسلمين كافة ودينهم وعقيدتهم لمصلحة أطماع مجوسية رافضية حاقدة ويزيد من خطورته توافقه مع مصالح لقوى كبرى.