تصريحات السيسي خلال مشاركتة فى برنامج “محاكاة الحكومة المصرية”

إيجى 2030 /

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التحدي الحقيقي الذى يواجهنا حاليا يكمن في تعزيز جسر الثقة بين الحكومة والرأي العام، منوها بأن المصريين الذين يحبون وطنهم قادرون على تحدى الصعاب.

 

وقال الرئيس السيسي – في كلمته اليوم الاثنين خلال مشاركته في جلسة برنامج (محاكاة الحكومة المصرية)، الذي يعقد في إطار البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة – “إن الدولة لن يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة دون العمل مع الرأي العام، مشددا على أن الإشكالية لا تكمن في طرح الحل، ولكن في قبول الرأي العام لذلك الحل”.

 

وأوضح أن التحدي الرئيسى الذى يجابه مصر ليس الإجراءات، ولكن مدى قبول المجتمع والرأى العام له، لافتا إلى أن دولا كثيرة وضعت حلولا للمشكلات الاقتصادية كالدعم.

 

وأضف أن الإشكالية تكمن في إذا ما كان الرأي العام لديه الاستعداد أو قدر من المعرفة لقبول الإجراءات التي قد تكون صعبة أو قاسية، مؤكدا أن المصريين محبون لوطنهم وقادرن على تحدى الصعاب، إلا أنهم مشغولون بحياتهم اليومية، ولذلك يجب أن تتاح لهم قدرا من المعرفة بشأن الإجراءات المطلوب اتخاذها لتجاوز الصعاب.

 

وقال “إن الخبراء يمكنهم وضع التوصيف والحلول للمشكلات، لافتا إلي أن تحسب المسئولين من ردود أفعال الرأي العام في الماضي ساهم في تأخر اتخاذ العديد من الإجراءات”.. وضرب مثالا علي ذلك بأزمة الدولار التي يشهدها السوق المصري حاليا.

 

وأوضح أن معدلات التدفقات الدولارية تراجعت في مصر خلال الأعوام الخمسة الماضية نتيجة العديد من العوامل، من بينها انخفاض مستويات السياحة وتحذيرات السفر.

 

وأضاف الرئيس السيسي “بكل صراح تحول الدولار خلال الأعوام الخمسة الماضية في مصر إلي سلعة تجارية، حيث فضل البعض الاحتفاظ به، مشددا علي أن الحكومة تحتاج إلى اتخاذ إجراءات لإنهاء قضية أن الدولار سلعة يحتفظ بها ويتم الاتجار بها مع مراعاة عامل الوقت”.

 

وأشار أن الدعم الذي يقدم إلى غير مستحقيه يؤثر على قدرة موازنة الدولة على تلبية احتياجات المواطنين، مبينا أن أحد آليات الاقتصاد المصري هو الدعم المقدم دون تمييز بين الفئات المستحقة وغير المستحقة، لافتا إلى أن الحكومة مهتمة بإعداد نظم وقواعد للبيانات لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

 

وتابع الرئيس السيسي “أن قواعد ونظم البيانات تتيح الفرصة لإيجاد حلول للمشكلات في أسرع وقت ممكن ، ولذلك يجب أن تكون تلك البيانات شاملة حتى يتسنى إنجاز التقدير الصحيح لها، موضحا أنه خلال العامين أو الأعوام الثلاثة التالية للثورة تحدث البعض عن زيادة الرواتب وتأثيراتها الاقتصادية، مشددا على أن أحد إشكاليات مصر تتمثل في الإجراءات التيى اتخذت في الماضي وأضحت الآن عبئا”.

 

كما أوضح أن عددا من تلك الإجراءات تسببت في زيادة الدين الداخلي، مؤكدا ضرورة توضيح أبعاد المشكلات للمواطن العادى، وأن الحكومة المصرية لا يمكنها أن تفعل شيئا ضد أهلها.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي “كلنا يرغب في مواجهة التحدي لحماية الأجيال القادمة”.. وأضاف، موجها حديثه إلى الشباب المشارك في برنامج (محاكاة الحكومة المصرية)، “أنتم مسئولون عن توفير فرصة حياة أفضل للأجيال القادمة، وذلك لن يتأتى دون الوعى المجتمعي لإيجاد حلول نتحملها جميعا”.

 

وأضاف “نحتاج إلى أن نترجم خلاصة عملنا إلى أجندة للعمل الوطني خلال المرحلة الحالة، منوها بأن نتائج تدريب برنامج الشباب للقيادة كانت إيجابية”.

 

وأشار إلي أنه تم وضع آليات لتثبيت دعائم الدولة المصرية في مواجهة التحديات التي تهدد استمرارها، مشددا على أن القوات المسلحة ساهمت بفاعلية في هذا الصدد، لافتا إلي أن آليات السوق الحالية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية تسببت في عبء على المواطنين، ولذلك كان لابد من إيجاد همزة وصل بين آليات السوق المفتوحة والقطاع العام.

 

وأوضح الرئيس السيسي أن القوات المسلحة تتدخل عندما ترتفع أسعار سلعة ما، كاللحوم أو الدواجن، نتيجة آليات السوق لكبح ذلك الارتفاع في الأسعار، وذلك عن طريق طرح كميات من هذه السلعة.. وتابع “أنا صريح وواضح، وهدفنا أن يعيش ذلك البلد ويكبر.. وإن شاء الله سيتحقق ذلك الهدف”.

 

وقال الرئيس السيسي، مختتما كلمته، “نسعى لتأهيل شباب مصر، ونواصل السير في هذه العملية.. ولو استطعنا أن ننتخب شباب أكفاء حريصين على القيام بجهودهم خلال انتخابات المحليات القادمة، فنحن بذلك نقدم مساهمة حقيقية لشعبنا وبلادنا”.