“الأوقاف”: الحوار والتواصل سبيلنا لتعميم الخطبة المكتوبة

إيجى 2030 /

أكد الكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن نظريات القهر والإرغام انتهى عصرها بلا عودة، ولا بد أن يحل محلها مزيد من الحوار والتواصل والتفاهم.

 

وقال: “هناك فرق بين من يعمل حبًّا وقناعة ومن يعمل خوفًا أو قهرًا، ولا بد لنظريات القهر المعنوي أن تتلاشى بل تزول، وإذا لم يكن الحوار هو السبيل بين العلماء والدعاة إلى الله (عز وجل) الذين سبيلهم الحكمة والموعظة الحسنة، فأين يكون؟”.

 

وتابع في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء: “لقد اخترنا بلا تردد طريق التواصل والحوار والمناقشة، خاصة أنه ليس لدينا ما نخفيه، وليس لنا وجهان أحدهما معلن والآخر مستتر، بل هو والحمد لله وجه واحد ظاهره كباطنه، وقضيتنا ليست قضية سياسية أو حزبية، إنما هي قضية دينية ووطنية”.

 

واستطرد: “التقيت عددًا من شباب الأئمة المتحمس الذي لم تصل إليه الفكرة واضحة بينة، وعندما تأكد لهم أن الأمر لا علاقة له بأي توجهات أو إملاءات سياسية إنما هي قضية دعوية تهدف إلى ضبط العمل الدعوي، كما أنه يعد محاولة جادة لإعادة صياغة وتشكيل أسس الفهم المستنير وفق منهجية علمية مدروسة وشاملة، تفهموا ذلك تفهمًا جيدًا، بل لقد تحمس بعضهم فبادر بالتطبيق قبل تعميم القرار”.

 

وأوضح أن بعض الخطباء قد لا يملك نفسه في ضبط الوقت فيحبس الناس على اختلاف ظروفهم وقتًا مبالغًا فيه، وفيهم المريض وغير المحتمل للجلوس لهذا الوقت، إضافة إلى مخالفة هذه الإطالة للسنة، فخطب النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وخطب أصحابه والتابعين وأهل العلم تتسم بالبلاغة والإيجاز.

 

وقال: “أطول خطبة وصلت إلينا من خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كانت في حجة الوادع لا تصل إلى نحو اثنتي عشرة دقيقة، وأكثر خطبه (صلى الله عليه وسلم) وخطب أصحابه وخلفائه الراشدين تقل زمنا عن ذلك بكثير، وجمهور الفقهاء على أن من علامة فقه الرجل قِصَر الخطبة وإطالة الصلاة، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): “إِنَّ طُولَ الصَّلَاةِ، وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ” ( المستدرك للحاكم ).

 

وتابع: “هذا إضافة إلى أن هذه الإطالة غالبًا ما تشتت الموضوع بما يربك المستمع أو الملتقي ويشتت ذهنه وتركيزه، وربما يصرفه ذهنيًّا عن الخطبة بالمرة، كما أن بعض الخطباء قد يحمّل الموضوع من أفكاره وتوجهاته الخاصة ما لا يتحمل ولا يمثل الفكر الوسطي الرشيد”.

 

وأكد أن الخطبة المكتوبة لا تؤدي ولا يمكن أن تؤدي كما يقال إلى قتل الإبداع، فلدى الإمام المتخصص متسع بالدروس والندوات والقوافل ووسائل الإعلام المختلفة: المرئية والمسموعة والمقروءة.

 

وأضاف أنه “إلى جانب ذلك سنقوم بعمل برامج تأهيل متقدمة للأئمة والخطباء داخل مصر وخارجها من خلال تطوير أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين باللغات الأجنبية، وفتح أبوابها للأئمة والخطباء من مختلف دول العالم، إضافة إلى فتح مراكز أو فروع لها في بعض دول العالم لنشر الفكر الإسلامي الصحيح وتفكيك الفكر المتطرف، مع تشجيع الأئمة المتميزين لاستكمال أعلى الشهادات والدرجات العلمية داخل مصر وخارجها وتوفير الدعم المالي اللازم لكل ذلك”.

 

وكشف عن تشكيل لجان علمية متخصصة لتنقية كتب التراث وإعادة قراءتها، وإخراج مختارات منها تتناسب وروح العصر وتغير الزمان والمكان والأحوال، مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية مما هو قطعي الثبوت والدلالة في ضوء قواعد الفهم والاجتهاد الرشيد.

 

وأكد أن ذلك كله في إطار منهجية علمية مدروسة وشاملة تؤدي في النهاية إلى صياغة مستنيرة للعقل وطرائق الفهم، وتبرز الوجه الحضاري الوسطي السمح لديننا الحنيف، وتقضي على الفكر الظلامي غير المستنير.